مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
لماذا نخشى النقد ونجرم أصحابه؟!
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و شهرين و 25 يوماً
الأربعاء 31 أغسطس-آب 2022 12:19 ص


«فلان صداميٌ، ومثيرٌ للإزعاج والبلبلة، في كل ما يقوله أو يكتبه»! مقولةٌ لطالما سمعناها تُرددُ على ألسنة الكثيرين هنا وهناك، فيا تُرى ما هو مفهوم الصدامية لدى هؤلاء؟ ثم ما الذي يعنونه بالإزعاج وإثارة البلبلة؟ هذه التساؤلات وغيرها الكثير تقودك إلى البحث والنظر في اتجاهين: في فلانٍ هذا من حيث طبيعة ما يثيره من أفكار وقضايا ويقترحه من حلول ومعالجات أولاً، ثم في أولئك الذين يبادرون في إصدار الأحكام بحقه، من حيث الدافع لهم كي يقفوا منه هذا الموقف، وإلى أي مدى كانوا صادقين أو كاذبين في دعواهم، وهل كانت تلك الأحكام هي السياج المنيع الذي يضربونه حول الدين والقيم والأخلاق والمسار التحرري والنهج الثوري بغرض حماية كل ذلك من عبث العابثين، وتحركات الطامعين والمغرضين والمنافقين؟ أم كانت فقط هي الوسيلة التي لا بد منها لتوفير ما يحتاجونه من الحماية لمصالحهم وامتيازاتهم ومواقعهم، والغطاء الوحيد الذي يتمكنون عبره من الإخفاء لعجزهم وفشلهم في فعل شيءٍ يذكر، في ما له صلة بالمهام الموكلة إليهم والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم ثانياً؟
صحيحٌ ليس كل منتقدٍ لطريقة معينة في الجانب العملي أو الفكري أو غيرهما لا بد أن يكون مخلصاً في توجهه وصادقاً في دعواه، ولكن ذلك لا يعني بأي حالٍ من الأحوال خلو ساحة الناقدين والناصحين من الصادقين والحريصين على أمتهم ودينهم ومكتسبات ثورتهم، والمخلصين لربهم في ما يتناولونه بالنقد والتحليل والدراسة، كما يجب علينا أن نفرح بوجود ظاهرة النقد كمسؤولين، بل وأن نسعى على الدوام لتنميتها وتعزيزها، حتى تصبح هي الطابع العام لكل أبناء المجتمع، إذ بوجودها نضمن استحالة سقوط شعبنا في مربع الوصاية والعمالة والتبعية مجدداً، وبوجودها نضمن استمرارية التحرك الشامل لتحقيق البناء الحضاري القوي والراسخ والمتماسك، ونيل الحرية والاستقلال مهما كانت التحديات.
أما مَن يسعى لتجريم النقد، ويعمل على جعل كل الناس لا يرون الحياة إلا بعينه، ولا يسمعون الأشياء إلا من خلال ما تسمعه أذنه، ولا يمتلكون القدرة على تمييز الأمور من حيث علاقتها وقربها من الحق أو الباطل إلا بعد أن يزنها هو بميزان فكره، فنقول له : يا هذا، لن تكون أحرص على دين الله، ومصالح العباد، من الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي شجع الأمة وحثها على أن تراقب كل خطواته كحاكم، وأن تنتقده في ما لو رأته انحرف عن المشروع الذي أعلنه لها، وتعاقد هو وإياها على تنفيذه، وبين لها المعايير التي تمكنها من التمييز بين الصادق والكاذب وإن كانت ادعاءاتهما واحدة، فإن العبرة بالعمل وليس بالقول، فكم من الناس مَن تلهب كلماته العواطف وتجتذب القلوب، وتثير الإحساس بالإعجاب به، وما إن يصل إلى مبتغاه حتى يعمل بالفساد والإفساد، ويسعى لإهلاك كل مظاهر الحياة المتحركة والنامية، مسلطاً على رقاب الناس سيف طغيانه، كلما قيل له: اتقِ الله، جاعلاً من آثامه ديناً يدين الله به، وشريعةً لا يحكم إلا على أساسها.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
مرتضى الجرموزي
المقاومةُ الفلسطينية وشعارُ الصرخة
مرتضى الجرموزي
عبدالفتاح علي البنوس
عنصرية الإصلاح ومظلومية آل الأمير
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالرحمن مراد
الصمت القاتل وحالة الترهل للواقع
عبدالرحمن مراد
عبدالعزيز البغدادي
شرعية الإنسان بين الموت والحياة
عبدالعزيز البغدادي
سند الصيادي
على طريقِ المواجهة الفاصلة
سند الصيادي
خالد العراسي
بين تسليمين!
خالد العراسي
المزيد