فشل تمديد الهدنة في اليمن سببه القوى الإقليمية والدولية، وما يسمى «المجلس الرئاسي»، وليست حكومة صنعاء كما يروج إعلام التحالف. الهدنة السابقة والتي قبلها لم تؤسس لسلام شامل ووقف كامل للحرب؛ ولكنها كانت هدنة ظاهرها السلام وباطنها مخططات أخرى يتجنب الجميع كشف تفاصيلها، وما يحدث في جنوب اليمن مثال على ذلك.
السؤال: لماذا لا تُنفذ مطالب حكومة صنعاء؟ أليس من حق الشعب اليمني العيش بسلام داخل أرضه والتمتع بثرواته وفضائه المفتوح أمام العالم؟! فتح مطار صنعاء، وفتح ميناء الحديدة، وتسليم مرتبات جميع الموظفين، وإطلاق جميع الأسرى، وفتح جميع الطرقات والمنافذ، وتوريد عائدات الثروة لمصلحة الشعب... أليست كلها مطالب عادلة، وهي جزء يسير من حقوق الشعب اليمني، وتنفيذها سيُجنب المنطقة بأكملها الذهاب إلى المجهول؟! صنعاء ليس لديها ما تخسره، ولن تكون السبب في حرمان الشعب من حقوقه، ولن تعود للقتال حتى تستنفد كل خيارات السلام.
هل اليمن أمام مؤامرة إقليمية ودولية يتم فيها وضع اليمن في حالة اللا حرب واللا سلم، وهي الحالة التي تعني تحكم القوى الدولية والإقليمية بإيقاع الحرب وفرض الشروط التي تخدم مصالحهم أولاً؟! عند الضرورة يتم القبول ببعض شروط صنعاء التي لا تؤثر على الاستراتيجية الأساسية، التي تهدف إلى تقسيم اليمن، والسيطرة على ثرواته، وبحاره وجزره، وتغيير خارطته، وتهميش تاريخه وحضارته، ودفع اليمنيين لقتال بعضهم، من خلال دعم المشاريع الصغيرة التي تُرضي غرور بعض المغفلين القابعين في «مجلس النخاسة» الذين ظنوا أنهم أصبحوا رجال دولة!الحقيقة أن «القوة لا تحترم إلا القوة». رفض حكومة صنعاء تمديد الهدنة وضع الجميع فوق قطعة من الجليد على أمواج البحر! ماذا تمتلك صنعاء حتى تهدد الشركات الأجنبية التي تعمل في مجال النفط والغاز، وهي تعلم أن هذه الشركات تتبع قوى عالمية لديها من القوة ما يسبب الخوف لدول متقدمة، وليس جماعة لا تزال في بداية تكوين الدولة؟!
لا شك أن حكومة صنعاء أصبحت تمتلك قوة عسكرية مرعبة، أهمها الصورايخ طويلة المدى والطائرات المسيرة والمدرعات والزوارق البحرية، وأسلحة أخرى (شديدة الخطورة) لم يكشف عنها، وتراهن أيضاً على ملفات عديدة في المنطقة، منها حاجة العالم الحالية لنفط وغاز الخليج لمواجهة تداعيات حرب أوكرانيا، والمشاريع الاقتصادية والسياحية، والصناعية والتقنية الكبرى التي تشهدها السعودية، وتحتاج إلى أجواء آمنة تماماً لنجاحها.
كذلك الحدث العالمي الكبير كأس العالم 2022 الذي سيبدأ الشهر القادم في قطر والعائدات الاقتصادية والسياحية التي تستفيد منها معظم الدول الخليجية، ودبي تعتبر المستفيد الأكبر بعد قطر، لأنها مقر إقامة الكثير من المشجعين، وعوائل اللاعبين، وتقام على ملاعبها تدريبات الفرق المشاركة في كأس العالم.
الخلاصة: المصالح متداخلة بين جميع الدول، ولن يزدهر أي بلد واليمن يعيش مآسي الحروب، التي ستؤثر على مشاريع النهضة والتقدم والرقي في دول المنطقة. العقول الكبيرة تدرك ذلك، والذين يخافون من قيام دولة يمنية قوية تحقق الأمن والسلام والنهضة لكل أبناء اليمن، نقول لهم: سياسات الأمس لم تعد مجدية، اليوم حركة التاريخ تغيرت، وسوف يعود اليمن سعيداً كما كان.
* نقلا عن : لا ميديا