رغمَ الهُدوء الحادِثِ في العمليات العسكرية، إلَّا أن الستارَ يسدل عن السنة الشمسية ٢٠٢2 بوقفات هامة وَحافلة بالأحداث والحقائق، كلها كانت تعزز الرواية الوطنية في مجريات الحرب على اليمن وتبرهن على مصداقية الطرح السياسي والإعلامي الذي التزمت به صنعاء، سوى في توصيفها لشخوص وَأطراف المعركة، أَو في تحذيراتها من أجندتهم وَمراميهم الخبيثة.
وعلى أعتابٍ عام جديد من الصمود ثمة الكثيرُ من المتغيرات التي حدثت في رقعة الصراع، وفيها زاد انزواء الأدوات المحلية للعدوان في مساحات الهامش السياسي والإداري والعسكري، وخفتت أصواتهم إلَّا من اللهث على ما بقي من حظوة في بلاط الأمراء، أَو من ضجيج يسببه التسابُقُ على فُتات البيع والشراء الذي يرمى لهم على قارعة الوطن، وَما دون ذلك جولاتٌ من معاركَ بينية وَتبادلٌ للاتّهامات كشف ما كان خافياً على الملأ وَعلى رؤوس الأشهاد.
وعلى غرار الأدوات الداخلية تكشفت أوراق الأدوات الإقليمية في العدوان على اليمن، وأثبتت للجميع أن قرارَ الحرب أَو السلم أكبر من أن يتم البَتُّ فيه من قصور الرياض أَو أبو ظبي، وأن ما بدأ من واشنطن لن ينتهيَ إلَّا منها، هكذا فعلوا دون أن يتجرؤوا على إعلانها صراحةً، حتى لا تغضب الماما أمريكا وَحتى تستمرَّ الروايةُ الأمريكية في تعقيد الحلول وَحصد المزيد من الجوائز على رقاب المطايا الرخاص.
غير أن حكمةَ القيادة وَحِنكةَ الأنصار قد تكفّلتا بجرجرة الفاعلين والأدوات وأدوات الأدوات إلى مربَّع الفضيحة، إذ قادوا أطرافَ الصراع إلى الواجهةِ بعد سنواتٍ من البقاءِ وراءَ الكواليس، وكان قرارُ صنعاء بمنعِ المزيدِ من عمليات النهب للنفط اليمني هو حدَثَ العام الأبرز، وإلى جانب ما مثّله من انتصارٍ للحَقِّ الشعبي والوطني، اندفع بموجبه الأمريكي والبريطاني للدفاع عن مشروعهم العدواني الرامي لاحتلال الأرض والثروات، وهم بذلك يرمون آخرَ الأوراق ويدشّـنون نهائيَّ الجولات، والشعبُ اليمني بات على موعدٍ قريبٍ مع الفاصلة، وَاستمرارُ مسيرة العطاء والبذل والوعي يعجّل بالنصر، ويؤذن بالخَلاص.