كنت أظن أن ابن سلمان (مبس) هو الأسوأ والأكثر نتانة بين عملاء المنطقة؛ ولكني بمجرد أن أجريت مقارنة مع عاق والديه حمد بن عيسى وجدت أن الأخير لا يتفوق على «مبس» فحسب، بل قد يكون الشخص الأكثر انحطاطا عبر التاريخ منذ شخصية الأسخريوطي الذي باع السيد المسيح بثمن بخس.
لاستنتاجي هذا أسباب. ودعوني أحكِ لكم بعض «منجزات» هذا الأرعن، والتي جعلته يستحق أن يكون ضمن الأوائل في قائمة أحقر شخصيات التاريخ. انقلب هذا العاق على أبيه، الذي مات في ظروف غامضة عام 1999. وفي تلك الأيام برر فعلته عبر نشر غسيل أبيه الوسخ؛ فانتشرت الأخبار التي تتهم أباه بامتلاك دور دعارة وخمارات في عدة دول أجنبية كفرنسا وبريطانيا، وذلك حتى يتقبل الناس هذا الخليفة التقي الورع!
وبعدها رأينا بأعيننا مدى سخافة هذه التبريرات، بعد أن قام هذا «الغيور» بنقل دور الدعارة التي كان يملكها أبوه في الخارج إلى داخل البحرين، ويكتب له أيضا أنه عمل على استيراد بغايا، بجانب «تأهيل» فتيات محليات ليعملن في الدعارة بشكل واسع، حتى صارت البحرين تنافس بعض دول شرق آسيا في الترويج للدعارة والشذوذ والخمور!
منذ قدومه، عمل على استبدال شعبه، الذي لم يقبل بفساده. وفي سابقة لم يحدث لها مثيل في أي بلد آخر سوى في أمريكا و»إسرائيل»، عمل على تجنيس آلاف الوافدين من عدة دول أجنبية، حتى صار عددهم يساوي تقريبا تعداد أصحاب الأرض من البحرينيين!
بعد أن أنجز هذا الأمر، عمل على إحلال هؤلاء الأجانب في شرطته القمعية والوظائف الحكومية، وضمن للغرباء أن يكونوا أفضل حالا من أبناء البلد، اقتصاديا واجتماعيا. وبدأ بعد ذلك برفع درجة التنكيل بالبحرينيين، الذين كان من المفترض أن يكون في خدمتهم ويرعى مصالحهم.
شيئا فشيئا كان لا بد لوضع كهذا أن يتسبب بثورة، وهذا ما حدث في 2011. وبدل أن يكون هذا التحرك الشعبي السلمي المطالب بإصلاحات وعدالة سبباً في عودة هذا الفرعون إلى جادة الصواب، عمل حَمَد على قمع الشعب البحريني المسالم بأفتك وأشد الأسلحة، وقام باستئجار شركات أمنية أجنبية، ونشر المزيد من المرتزقة في أنحاء البلاد!
ولأنه فاسد جبان، وبعد أن رأى أن أفعاله لم تؤدِّ إلا للمزيد من السخط لتنذر بقرب اقتلاعه، ابتكر حلاً غريباً يُظهر مدى تخبطه ورعبه؛ فقام بعرض غريب، وهو أن يسلم البلد لنظام بني سعود، الذي أدخل قوات احتلال إلى البحرين لقمع ثورة الشعب الثائر هناك.
شر هذا الشيطان لم يقف عند حدود، ووصل شره لأن يكون في طليعة المتآمرين على الأمة العربية والإسلامية. وليس أدل على ذلك من انبطاحه المخزي أمام الكيان الصهيوني. كيف لا وهو التلميذ الذي تفوق على أساتذة السادية والشر في العالم قاطبة؟! وها نحن نرى جزيرة البحرين المسالمة تتجه لأن تتحول لفلسطين أخرى، بعد أن سمح لليهود بتملك العقارات والشركات هناك، بينما دماء الشعب الطيب هناك تسفك ليل نهار في ظل صمت المنظمات مدفوعة الأجر.
اليوم نرى أن حَمَد ارتكب الخطأ الفادح الذي ارتكبه كل طاغية عبر التاريخ قبل أن يتم اقتلاعه؛ فهو لم يترك للشعب البحريني شيئاً يخافون عليه، فقد تخطى كل الأعراف والقيم والعادات، وانتهك كل المحرمات، ولم يترك للشعب البحريني العربي المسلم من خيار سوى أن يواصل ثورته، ودماء الشعب التي سفكت ظلما ستجرف عرش هذا الخائن المجرم يوماً ما، مهما طال زمن الظلم؛ فيوم المظلوم على الظالم أشد وأنكى من يوم الظالم على المظلوم، والعاقبة للمتقين.
* نقلا عن : لا ميديا