كان عادل الجبير اول من اعلن رسميا عن شن العدوان السعودي الأمريكي التحالفي والحصار على اليمن قبل 3سنوات من واشنطن عندما كان سفيرا للسعودية في امريكا .
فشل العدوان والحصار السعودي الأمريكي الاماراتي التحالفي الهمجي على اليمن خلال ثلاثة اعوام بفضل الله وبفضل صمود الشعب اليمني العظيم وتضحياته ، كشف الوجه الحقيقي للعدوان وعرى اطماعه واجنداته الظاهرة والخفية في اليمن ، واسقط كل المبررات والذرائع التي سوق لها العدوان وآلته الاعلامية الضخمة ، وحاول من خلالها اقناع الشعوب العربية والراي العام العالمي بوجاهة وصوابية جريمتي عاصمة الحزم واعادة الامل ، غير ان تعاظم همجية العدوان ومجازره وحصاره وتجويعه للشعب اليمني بمشاركة امريكا وبريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني، وبتواطؤ غالبية الحكومات العربية والإسلامية والمنظمات الاقليمية والدولية مع جريمة العدوان والحصار على اليمن قد اسقط كل الذرائع والمبررات لعدوان التحالف لدرجة لم يعدمعها ممكنا التسويق لاستمرار العدوان والحصار الظالم .
بالامس اعلن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي انها اتفقت مع المجرم محمد بن سلمان على ان الحل للمشكلة في اليمن سياسي ، وهيمن موضوع اليمن على اجواء زيارة ابن سلمان في الشارع البريطاني الرافض لزيارة ابن سلمان كما لسياسة الحكومة البريطانية التي تدعم العدوان السعودي بالسلاح والغطاء السياسي .
فشل محمد بن سلمان في تسويق نفسه في بريطانيا والغرب كرجل انفتاح واصلاح ، و بدلا من ذلك تكرست صورته كمجرم حرب وديكتاتور في الداخل السعودي يمارس ابشع انتهاكات حقوق الإنسان.
صمود الشعب اليمني بوجه العدوان السعودي الأمريكي التحالفي والحصار طيلة 3اعوام مضت ، وحسن ادارة المواجهة الاستراتيجية الشاملة سياسيا وعسكريا وامنيا واعلاميا افشل جهود العدوان وحال دون تمكنه من تحقيق اهم اهدافه .
لقد اثمرت جهود تطوير قدرات الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية كما ونوعا تغييرا في المعادلة الاستراتيجية ، عززت قدرة القوة الصاروخية على الردع والوصول الى العمق السعودي الاماراتي الشعب اليمني الامر الذي ادى كما هو معروف الى امتعاض امريكي اوربي من وصول الصواريخ الى الرياض وابوظبي وما يمكن ان تشكله من مخاطر على السعودية وحلفائها والوجود الامريكي ومصالحه في المنطقة .
وبلا شك فان فشل منظومات الباتريوت الامريكية في التصدي للصواريخ اليمنية قد اصاب الصناعة العسكرية الامريكية في مقتل واحرجها امام حلفاءها الذين سارعوا بفعل القدرات الصاروخية اليمنية الى خطب ود روسيا لشراء منظومات الدفاع الصاروخي اس اس 400 وغيرها .
لقد حقق استخدام الجيش واللجان الشعبية لصواريخ ارض بحر وارض ارض بعيدة المدى لقضية العدوان على اليمن حضورا سياسيا واعلاميا كبيرا ، ولفت الى مظلومية ومعاناة الشعب اليمني جراء العدوان السعودي الأمريكي التحالفي والحصار ، وفتح الباب امام بروز مخاطر امتداد مساحة الصراع الى خارج حدود اليمن والاقليم الحيوي من العالم .
نقلت الصواريخ اليمنية الصراع من الدائرة المحلية - التي حاولت السعودية وتحالفها ابقاء العدوان على اليمن في اطارها باعتباره شانا يمنيا ، وصراعا بين ما يسمى الانقلابيين والشرعية - الى الفضاء الاقليمي والدولي الاوسع ، فالاتهام السعودي الامريكي الغربي لايران بتزويد اليمن بالصواريخ يلبي حاجة السعودية وامريكا لاستمرار العدوان على اليمن من ناحية وابتزاز ايران من ناحية اخرى وبلغ حد الذهاب الى مجلس الامن قصد الادانة والضغط والمساومة في ملفات وقضايا اقليمية اخرى تأتي سورية في مقدمتها .
كان الفيتو الروسي حاضرا في مجلس الأمن لقطع الطريق امام محاولات امريكا وبريطانيا حشر ايران في زاوية الاتهام بخرق حضر التسلح المفروض على اليمن بموجب القرار 2216 ، وسحب ورقة الاتهامات الجوفاء من يد السعودية وابواقها الاعلامية الجوفاء .
ثلاثة اعوام من الصبر والصمود والتضحيات والبطولات والابداعات اليمنية كانت كافية لاستعادة اليمنيين لصورتهم او جزء كبير منها ، وكافية لدخول السعودية مراحل التآكل والضعف الداخلي والخارجي ، وما مسارعة ابن سلمان للارتماء في الحضن الامريكي الصهيوني وتقديم كل ثروات السعودية الا محاولة لاطالة عمر كيان انتهى عمره الافتراضي بحكم المنطق التاريخي وبحكم طبيعة الاشياء كما كان يقول المفكر الراحل محمد حسنين هيكل.
بالامس عادل الجبير يصرح لوسائل الاعلام كوزير لخارجية دولة العدو السعودي ان بلاده ارتكبت اخطاء في الحرب على اليمن وانه لم تكن لديها استراتيجية في البداية .
تلاشت نزعة الصلف والتبجح التي اطلقها خطاب الجبير المتلفز من واشنطن فجر ال26من مارس 2015م والتي ضمنها التاكيد والتهديد بعودة الشرعية ومحاربة الخطر الايراني والحفاظ على امن الخليج تصريحات الجبير بالامس والاقرب الى الاعترافات تلخص قصة المغامرة السعودية في اليمن ، تقول جزء من الحقيقة عن مغامرة سيكتب المؤرخون ان اليمنيين قد كتبوا نهايتها بدمائهم وجراحهم وعذاباتهم فكان الانتصار .