تنحني الأقلام هيبةً وخضوعاً أمام عظمة وفضل المولد النبوي الشريف، وتقف حائرةً صامتةً تُحدث نفسها ماذا أقول في يوم ولد فيه الحق والهدى، ومات الضلال والردى، وَأشرقت فيه شمس الهداية، وأفلت نجوم الغواية؟ ماذا أقول في يوم تثبتت فيه دعائم الإسلام وعلا بنيانهُ، واهتزت قواعد الطغيان وتهدمت أركانه؟
لا بأس عليكِ أيتها الأقلام فأنتِ معذورة؛ فالوصفُ لا يقدر أن يُوفيَ ولادةَ المصطفى -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- حقها، فهو روحُ الله وحبيبُهُ وصفيُّه ورحمتُه التي أرسلها للعالمين، وسيفهُ الذي سلَّطه على الكافرين.
الشيء الذي في متناول أيدينا ونستطيع فعله فيما يتعلق بالمولد النبوي هو: أن نعظمهُ ونقتبس نوراً من نوره، وبهاءً من بهائه، ونعظم صاحبه محمد -صلوات الله عليه وعلى آله-، وأن نوقره، ونقتدي بهِ ونتصف بصفاته.
على الرغم من عظمة هذه المناسبة وعلو شأنها ما زال البعض ينكر علينا أن نحتفي بها، ونظهر البهجة والفرحة، ونتزين بزينتها ونزين مساكننا وأحياءنا، ونعلن ولاءنا ونجدد بيعتنا لرسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-.
إن من يحب رسول الله لا ينبغي له أن يلتفت إلى دعايات وسخافات أعدائه الذين يحرضون على مولده الشريف، وعليه أن يسعى إلى تهيئة الأجواء والظروف لما يخدم تعظيم المولد النبوي الشريف وتعظيم صاحبه رسول الله محمد، فذلك تزود بتقوى القلوب، وحطةٌ من الخطايا والذنوب.
قال تعالى: “ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ”.