يتقلب العالم العربي والإسلامي على جنبه الآخر، فتبدو اللوحة وكأنّ أمريكا هي اللون السائد، فيما تبهت صورة السعودية وهي الممول والداعم والمحرض والمنفذ لكل العمليات العدوانية والحصارات الاقتصادية في الوطن العربي والإسلامي، وهي سبب كل علة وضعف وتدهور وانهيار دول مقاومة للاستعمار والهيمنة الأمريكية والصهيونية في الوطن العربي والإسلامي.
كانت الدول المقاومة هي الحلم الذي حلمت به الجماهير في أفئدتها وعبرت بصيحاتها عن الإعجاب بها، أملاً في نفي كل القيم الفردية المشتغلة، وكان أملها التدرج في السلم الاجتماعي وصولاً إلى السلطة لتعبر عن مصالح المعدمين والمستضعفين في الأرض.
السعودية هي التي دمرت وحاربت تلك الدول الوطنية. السعودية هي التي دمرت النظام التقدمي الوطني في جنوبنا الحبيب، وحاولت وسعت في تدمير سورية المناضلة ضد الاحتلال والطغيان الصهيوني، ودعمت بكل إمكانياتها النظام العراقي السابق في حربه ضد الثورة الإيرانية، ومازالت تتآمر وتحاول إسقاط النظام الثوري الإيراني، عن طريق الإرهاب والتفجيرات والحصار، لتدمير إيران الثورة التي تدعم وتساعد بالمال والسلاح كل مقاومة ضد الاحتلال والعدو الصهيوني، بغض النظر عما إذا كانت تلك المقاومة سنية أو شيعية.
النظام السعودي مازال حتى يومنا هذا يشن عدواناً وحصاراً ضد الشعب اليمنى الصامد والمقاوم، برغم الهدنة، ويقود نظاماً بشعاً وقبيحاً وحاقداً يغرر بالجهلة وضعاف النفوس باسم الدين والفكر الوهابي المتخلف، وباسم «الشرعية» الزائفة، يحاول قهر الشعوب وفرض الوصاية والتخلف الاجتماعي والاقتصادي ومنع التقدم العلمي والاكتفاء الذاتي والطموحات الوطنية في التصنيع واستغلال الثروات المحلية، وغيرها من المشاريع والخطط الوطنية التي تعتبر -حسب النهج السياسي والاقتصادي السعودي- خروجاً على الطاعة الأمريكية، وخرقاً للعادات والتقاليد والانتماء للفكر الوهابي المتخلف.
غير أن مسار التطور التاريخي وإرادة الشعوب واقع موضوعي لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال، ويظل التحدي قائماً، ولا بد من أن يحسم لصالح الحلم الثوري ورغبات وإرادات الشعوب. وها هو زمن الانتصارات يتحدث عن نفسه بالأرقام والوقائع، ويؤكد هزيمة وانحسار زمن السعودية بمساوئها الكثيرة والخطيرة جداً على الأمه العربية والإسلامية.
سقوط السعودية وهزيمتها حتمي، وهي هزيمة للتخلف والدكتاتورية والوصاية، وفرض للإرادة. سقوط النهج السعودي هو سقوط للحقد والكراهية والخيانة والعمالة والخضوع والتشدد المذهبي والفكر المتخلف والبشاعة والقبح. وقد أثبتت التجارب التاريخية أن النظام السعودي البشع عدو تاريخي للشعوب المناضلة والمقاومة، بل وللإنسانية والتطور والتقدم والحضارة.
نظام أسّس على دماء الشعوب والتضحية بالإنسان. نظام يضحي بمصالح الأغلبية لصالح الأقلية. ذلك هو نهج مملكة الشر السعودية، الحليف الأول والأكثر تطابقاً وتماهياً مع الشيطان الأكبر (أمريكا)، والغزل والتوافق الذي استمر لعقود طويلة لم يتحول إلى جفاء، بل ما تزال العلاقة أقوى مما كانت عليه سابقاً، وليس كما تريد السعودية إظهار عكس ذلك، بدليل اتفاقهما على استمرار العدوان والحصار على الشعب اليمنى، والعداء المستمر حتى يومنا هذا لإيران وحزب الله وسورية، ولكل الدول المقاومة للظلم والاحتكارات والعدوان، والشعوب المطالبة بحقها المشروع في الحرية والاستقلال.
* نقلا عن : لا ميديا