من بعد استشهاد الرئيس صالح الصماد بدأ يتشكل ثقب أسود، بالمعنى السياسي لا الفزيائي، يدفع بحركة أنصار الله إليه. ومعروف أن الثقوب السوداء -وفق نظرية العالم الفزيائي ستيفن هوكنج- وظيفتها التهام العالم بكواكبه ومجراته.
لقد كان نجاح حركة أنصار الله يتمثل في انفتاحها على تيارات وشخصيات وطنية من مشارب عدة، واستطاعت أن تؤسس لتحالف سياسي عريض ضد المشاريع والمخططات الخارجية، وأن تتصدى للعدوان بهذا الطيف، ومن خلاله أسقطت كثيرا من رهانات العدوان وخططه، الذي أراد أن يصور الحرب كأنها حرب طائفية ومذهبية، فقد لعبت هذه السياسة دورا كبيرا في تماسك الجبهتين السياسية والعسكرية، فتمكنت من توسيع وتمتين الحاضنة الشعبية لسلطة حكومة الإنقاذ في صنعاء تحت قيادة الأنصار، وقادتها إلى الصمود وقطف ثمار النصر.
لكن الملاحظ أن الحركة أصيبت بالشلل بعد استشهاد الرئيس صالح الصماد، ومذاك بدأت تتغير السياسات، وكأن هناك ثقباً أسود يدفع إلى انحسار الحاضنة الشعبية للحركة تمهيدا لتلاشيها وموتها البطيء.
ولأجل ذلك ينبغي تقديم نصيحة مستعجلة، فالوضع يحتاج إلى التغييرات الجذرية التي وعد بها قائد المسيرة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وبصورة سريعة قبل أن يتوسع هذا الثقب الأسود، ويغدو من المستحيل ردمه أو معالجته، وتصير كل هذه التضحيات هباءً منثورا!
* نقلا عن : لا ميديا