حشودٌ مليونيةٌ توافدت حباً وولاءً لرسول الله إلى ميدان السبعين وميادين وساحات المحافظات في مولده الشريف عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأجل التسليم، من كُـلّ حدبٍ وصوب تقاطرت الحشود اليمانية رجالاً ونساءً وأطفالاً كسيولٍ جارفة وأنهارٍ متدفقة وأمواجٍ تتلاطم بها السماء والأرض عشقاً وتعظيماً لصاحب هذه المناسبة الإيمَـانية الكريمة.
ولضخامة الحشود غير المسبوقة زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وظن المنافقون لو أن الأرض انشقت وابتلعتهم وهم يرون الساحات في عموم اليمن الحر والمجاهد قد امتلأت بضيوف رسول الله والتي توافدت بحشود غير مسبوقة فبُهت واغتاظ الذي نافق وزادتهم تلك الحشود مرضاً إلى مرضهم وحنقهم على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-.
لتحتشد الجماهير المؤمنة على صعيدٍ واحد هو الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كسيل هادر أسمع من فيه صمم: “لبيك يا رسول، أرواحنا وأنفسنا ودماؤنا وأبناؤنا لك الفداء، يا رسول الله من يمن الأوس والخزرج، يمن المهاجرين والأنصار، اليمن النبوي الشريف، الشعب والأمة والقيادة التي احتملت الجراح وعانت المشقات وتجاوزت محطات الصعاب والمعوقات والآلام، الذي عبث بها تحالف العدوان وهيّج أدواته بالتحريض بحرمة الاحتفال بهذه المناسبة إلّا أن الشعب اليمني خرج برجاله ونساءه وأطفاله إلى كُـلّ الساحات والميادين في المحافظات الحرة ليحتفل وليسمع العالم الأصوات الهادرة والأمواج المتلاطمة لبيك يا رسول الله.
لتشكل تلك الحشود زخمًا جماهيرياً كَبيراً غير مسبوق ولم يشهده العالم قط عشقاً وشغفًا بجنون، إحياء اليمانيون لذكرى المولد النبوي مجددين الولاء والطاعة لله ورسوله والمؤمنين وبراءة من أعداء الله يهود ونصارى، في الوقت الذي تسارع بعض الأنظمة الخليجية والعربية للتطبيع مع الصهاينة وإقامة الفعاليات المخلة بالدين والعقيدة والعروبة وذلك طاعة للصهاينة والأمريكان وإثبات ولائهم الصادق لليهودية على حساب قضايا الأُمَّــة العربية والإسلامية.
لكن اليمانيين وقليلٌ من الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم خرجوا محتفلين بذكرى المولد النبوي الشريف، والتي يرونها مناسبة عظيمة ويعتبرها اليمنيون من أعظم وأقدس وأهم المناسبات وعيد الأعياد، أُخرجنا من ظلمات الجاهلية إلى نور الله وبصيرة الهدى وبشائر النبي الأعظم عليه وعلى آله السلام والتحيات والإكرام.
لوحة سجلها الشعب اليمني ومن خلفه القيادة الثورية المؤمنة العازمة بكل إصرار وعزيمة السير بحركة رسول الله لإعمار الحياة بالعدل والإحسان ومجابهة الظالمين والصدع بالحق وإخراج اليمن وكلّ الأُمَّــة ومن التيه والضياع في دهاليز الولاء لليهود والنصارى.