تم تشكيل ما يقارب عشر حكومات في الواتسأب، وعاد بعض المهووسين يوصل له المنشور ويحذف أي اسم ويطرح اسمه، كمن يسترقون السمع ويضيفون 99 كذبة، والموضوع من أساسه كذب، يعني كذبات فوق الكذبة الأساسية.
كلها توقعات لا أكثر، ولا أحد يعلم بما سيتم، مع العلم أن قرار إقالة الحكومة لم يعلم به المعنيون إلا قبل إعلانه بساعة واحدة.
البعض يتحدث عن بقاء ثلاثة إلى أربعة وزراء على أساس أنهم كفاءات وأحسنوا في عملهم، بينما الحقيقة هي أنه لن يبقى أحد؛ لأن إقالة الحكومة يعني إقالة رئيس الوزراء ونوابه وجميع الوزراء. لا بد أن نعرف معنى بعض المصطلحات مثل إقالة الحكومة، تشكيل حكومة كفاءات، حكومة تكنوقراط... إلخ.
عموماً قد يكون هناك تكرار تعيين لوزير أو ثلاثة وزراء بالكثير من السابقين، وليس بقاءهم، بمعنى أن الإقالة تتم ثم يحصل قرار تعيين جديد لمن جمعوا بين الكفاءة والنزاهة والفاعلية. ولا تنسوا أن السيد القائد قال: «ليس كل من سيتم إزاحتهم فاسدون أو سيئون»، وهذه أخلاق عالية جداً ومراعاة لشعور حكومة «الوضع المزري»، بأنه قد يكون بينهم من أحسن الأداء، وهذا صحيح، إلا أن الوضع الغالب كان سيئاً ومزرياً، لذلك تطلب الأمر طوفاناً جرف الجميع.
وتجدر الإشارة إلى أنها مجرد مرحلة أولى، والأعاصير القادمة أشد فتكاً بكل الفاسدين والمتنطعين والمدسوسين والمقصرين، وأنصحهم بتقديم استقالتهم، فذلك أشرف وأكرم لهم من الإقالة. ولا أعتقد أنهم سيفعلون، لأنهم ممن استسلموا لشهوتي السلطة والثروة. طبعا هذا غير من لهم ارتباطات بالعدوان، كما أوضح القائد في خطاباته الأخيرة. وحالياً هناك عملية تصحيح في النظم والقوانين واللوائح والهياكل التنظيمية وتسهيلات وامتيازات تخفف عن المواطن الأعباء وتشجع الاستثمار وتصحح وضع القضاء وتفعل الأجهزة الرقابية وتزيل معوقات محاربة الفساد، وكثير من الأمور التي سنسمع عنها بشكل مستمر.
فمثلا اليوم صدرت عدة قرارات تقضي بمنح إعفاءات ضريبية عقارية، وبشأن العقارات بشكل عام، وقبلها قرارات بشأن الاستثمار، وهكذا لنرى تغييراً فعلياً ملموساً، وأيضا هناك عملية كبح جماح كبار النافذين ممن أساؤوا التصرف، وعملية قصقصة لأجنحتهم وسيسقطون قريباً، لذلك نرى مسؤولي الوضع المزري في مهام بروتوكولية لا أهمية لها بعد أن كانوا مكوشين على أهم قطاعات الدولة (إشرافيا)، وبعدها كش ملك.
والله الموفق والمستعان.
* نقلا عن : لا ميديا