ما حدث بالأمس في فلسطين كان يجب أن يحدث منذ زمن طويل، فقد كان طوفاناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
المفاجأة هي التي صنعت الحدث، فلم يكن الصهاينة يتوقعون أن تتم مباغتتهم بهذا الشكل الاحترافي، وكأن استخباراتهم ودفاعاتهم وأبراج مراقباتهم غشيها النوم فجأة، فأغمضت عيونها عن المجاهدين الفلسطينيين، الذين اقتحموا مستوطنات العدو الصهيوني وأذاقوه جرعة كبيرة من الخوف.
ابتهج العالم العربي والإسلامي بهذا الطوفان، لكنَّ بعض الدول لن تبتهج، وستصدر تصريحات تدين هذه العملية التي قام بها الفلسطينيون...
لأن هذه الدول من الدول المُحبة للصهاينة والمطبِّعة معها، وهي دول تافهة تقوم بتمويل إسرائيل وتجاهر بأحقيتها في فلسطين، كما تجاهر بعلاقاتها الإنسانية والسياسية معها.
العملية التي حدثت بالأمس تحتاج إلى عمليات متوالية تعزز الخوف في نفوس الصهاينة، وتشعرهم أنهم ليسوا بأمان ماداموا يغتصبون فلسطين، وليسوا بأمان مادام هناك مجاهدون أحرار يريدون تطهير وطنهم من دنس الصهاينة المحتلين.
والأهم من ذلك أن من قاموا بهذه العملية يعرفون حجم العملية التي قاموا بها، وأن يكون لديهم خطة لما بعدها، كي لا تكون عملية عشوائية ترتد كل تبعاتها على من نفذها ومن أيَّدها.
إذا لم تكن هناك عمليات متوالية لهذا الطوفان، فإن العدو الصهيوني سيخطط للانتقام، وسيقوم بمجزرة كبيرة في حق الفلسطينيين، وهذا ما لا نريد حدوثه. فلا بد من مواصلة تأديب الصهاينة ليعرفوا حجم الألم الذي تسببوا به لأبناء فلسطين منذ عشرات السنين، إذ ليس هناك بيت واحد في فلسطين إلا وبداخله ثأر وألم، وأيتام وأرامل، ولن ينسى الفلسطينيون ثأرهم، ولا عزاء للعرب الذين يلعقون أحذية إسرائيل باسم التطبيع والإنسانية.
* نقلا عن : لا ميديا