للنصر بابٌ بالإرادة يكسر
ولكل ليلٍ فجره فلتصبروا

واليوم غزةُ فَتَّحَت ما غُلِّقَت
أبوابه دهرا ونادتنا اعبروا

نفخت بمن ماتوا الحياة فأصبحوا
والصبح يُفلقُ ، والدجى يتقهقر

فضحت بني صهيون أزهقت الدجى
إن لم نقل زهق الدجى فتدبروا

وتفكروا زهق الضلال لنفسه
والحق إن جاء الضلالةُ تُدحَر

في ساعتين هوى الكيان بغزةٍ
فسعى ظلامُ الأرضِ منها يثأر

الحقد فوق صباح غزةَ جاثمٌ
والقصف والغارات ريح صرصر

والمسلمون مشتتون طوائفاً
والعرب في لعبٍ كأن لم يكبروا

ويهِبُّ من يمنِ البطولةِ قائدٌ
يدعو يُحَشِّدُ للجهاد يُذكِّر

فتجيبه كهلانُ في عزم الألى
وتجيبه وتجيئ تسعى حمير

وأجابه كالفجر محتشد السنا
كالصبح يسعى مشرقاً أكتوبر

وأطل مصقول الرؤى متشوقا
والحر في الأخطار لايتأخر

لما رأى سبتمبرا ولوحده
كالليث في درب الكرامة يزأر

ورأى هداهُ ، وجهده ، وجهاده
وسناه بالنصر القريب يبشر

ورآه يدعو الله يشدد أزره
ويعينه ..والشرُّ ، يغدرُ ، يفجرُ

لبى أخاه وجاء في ميعاده
وصدى الخطى لبيك ياسبتمبر

لله درك أيها الآتي سناّ
وكأنه لبى النداء غضنفر

أكتوبرُ الفجرُ الذي طُرِد العدى
ببزوغه وعلى التقهقر أجبروا

رحل الغزاة الأمس فيكَ أذلةً
وغدا بك الغازي الجديدُ سيدحر

ستون عاما قد بلغت ولم تزل
صبحا شباباً عزمه يتفجر

ما زلتَ ذاك الحرَ ، طوداً ، شامخاً
وطناً أتيت .. فمرحباً أكتوبر

وتعانقا وتوحدا فكراً ، رؤىً
قلبين كان لقاهما يتعذر

صنعاءُ تحضن فيهما عدنَ التي
مهما تناءت فهي مجدا تحضر

ليسا هنا والله وعدًا وانقضى
رعدٌ هما في وجه من لم يُذكَروا

صوتٌ صداه إليه عاد مكبرا
أصغى إليه المؤمنون فكبروا

هذا اللقاء يشد من أزر الثرى
ويُرِى المحال بأننا لا نُشطَر

نورين في هذا المكان تعانقا
يمناً بعزم رجاله لايكسر

يوما سيلتحمان نورا واحدا
مهما عوى الطغيان لايتأثر

كم حاول الأعداء فصل قلوبنا
عن بعضها والحق لايتعثر

كم حاولوا تعكير صفو مياهنا
فشلوا مياهُ البحر لاتتعكر

سيظلُ يلهمُنا سنا أكتوبرٍ
طردَ الغزاةِ يراهمو ويؤشر

ويظلُّ يمنحُنا... إلى أن نلتقي
في وحدةٍ أهدافها تتجذر

ونظل نَسقِي غَرسَه من حُبنا
من ضوئنا حتى يضيئُ ويسفر

أكتوبرٌ.. هذا السنا سبتمبرُ
فانقل سناه لمن جفوه وأدبروا

أكتوبرٌ.. كيف ارتضى إخواننا
ان يقبلوا المحتلَ مهما بَرَّرُوا

كيف امتطى الأعداءُ شعباً ثائراً
كيف ارتضوا خظعوا لهم لم يثأروا

هتكَ الغزاةُ -وجهرةً -أعراضهم
ومتى على هتك الكرامةِ نَصبِر

لولا سنا أيلولَ في أوساطنا
يهمي وقاراً حينما نتذمرُ

لولا هدى الأعلام روَّا رُشدَنا
ماكنت في صنعاء ياأكتوبر

لكنه الإيمان ماجَدِب الورى
إلا وَسَحَّ على ظمانا يُمطُر

ما كان حلما صار فينا واقعاً
وعلى مطالبِنَا عِدانا أُجبروا

أكتوبرٌ يا وعدنا الآتي غدا
يمنيةٌ عدنُ التي لاتقهر

لن يستبيح بها العدى أعراضنا
وقلوبُنا بسنا الهداية تُبصِر

أكتوبر أترى مآسي غزةٍ
فمتى زعاماتُ الخنا تتحرر

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين