سيول جارفة وأمواج بشرية يمانية تتلاطم بها جبال وساحات وميادين ثورية خرجت عن بكرة أبيها بصرخات هادرة وعلى قلب رجل، لبيك يا أقصى، بالروح بالدم نفديك يا أقصى.
إنه الطوفان اليمني الذي خرج في مسيرة جمعة طوفان الأقصى دعماً ومساندةً وتعزيزاً للموقف الفلسطيني، واستجابةً لدعوة حركة حماس وفصائل المقاومة، وتُمني النفس لو أنها قريبة من فلسطين المحتلّة لتكُن جنباً إلى جنب مع مجاهدي ومقاومة وشعب فلسطين العروبة والرباط والجهاد المقدّس ضد الصهاينة لقطاء البشرية والأرض.
لكن بُعد المسافة وجغرافيا مزَّقها الغرب وجزَّأها بين شعوب المنطقة العربية، وصنع فيها زعامات وحكّام يفعلون ما يؤمرون، ولا يعصون الغرب الكافر بما أمرهم، وكذلك يفعلون ضد شعوبهم وأمتهم حفاظاً على مناصب زائلة وكراسيّ من عليها يظلمون الشعوب ويتولون اليهود والنصارى بلا وازع ديني.
من يشاهد الجماهير اليمنية يضن أنه غزو فلسطيني يجتاح اليمن بجحافل مليونيه تتوشح بالعلم الفلسطيني في العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة وبصوت واحد، لبيك يا أقصى إحراماً وجهاداً وتعزيزاً لمواقف المجاهدين في غزة هاشم وكامل أراضِي فلسطين الجريحة وغزة النازفة المتألمة.
وأنت تشاهد الأعلام والرايات الفلسطينية تملأ شوارع العاصمة صنعاء ومحافظات مختلفة، خرج أبناؤها في مسيرات حاشدة مليونية على صعيدٍ واحد “لبيك يا أقصى” مساندةً لـطوفان الأقصى المعركة المهولة التي لا يزال وسيظل تأثيرها لدى الصهاينة حتى قيام الساعة.
ولن تُمحى من ذاكرتهم ستظل عالقة في أذهانهم، وهي البداية الفعلية لرحيلهم من كامل أراضي فلسطين المحتلّة غير مأسوف عليهم، تطاردهم اللعنات؛ لما عافوا فيها الفسادَ والإفساد والقتل والتدمير مدةً يصل إلى 100 عام منذُ وعد بلفور المشؤوم.
لإخوتنا، لأهلنا، لأحبتنا، لآبائنا، لأبنائنا في فلسطين وفي غزة الصمود: المعركة الحالية مع الصهاينة بإذن الله تعالى، هي المعركة الفاصلة والحاسمة، والتي من خلالها سُيحدّد مصير الصهاينة اليهود واللقطاء رحيلاً مطرودين من فلسطين أَو قتلى وجرحى مكبلين بقيود الأسر، ولن ينجوا من هلاكها صغيرهم قبل كبيرهم.
طوفان الجماهير اليمنية في جمعة طوفان الأقصى رسالة من صنعاء العروبة إلى غزة العزة مفادها فداءً للقدس، فداءً للأقصى، بالروح وبالدم وبالمال وبالسلاح، هذه الحشود، هذه الجماهير اليمانية التواقة دوماً للجهاد والعمل الديني والوطني والقيمي والعربي، مع إخوتهم شعب ومقاومة فلسطين وَغزة العزة وحركات المقاومة خرجت في صنعاء العاصمة والمحافظات من كُـلّ حدب وصوب بمختلف شرائحهم المجتمعية والقبلية والحزبية والطائفية، لكنها في حب فلسطين خرجت وتوحد الصف والهدف، وهي تسمع كلمة انتوني بليكن الوزير والذي قال إنه جاء إلى فلسطين المحتلّة ليس بصفة وزير خارجية أمريكا بل بصفته يهودياً، في الوقت الذي تتهرب الزعامات العربية من عروبتهم وإسلامهم، إلى اليهودية يسارعون، فيهم رهبة من عبثية اليهود ورغبة في اليهودة، بما يدلل أن مواقف الزعامات والحكّام العرب مخزية، وهي انسلاخ عن الجسد العربي ويثبت ولاؤهم للصهاينة وأمريكا.
هذه الحشود اليمانية تتنمى ومستعدة أن تكون لها مواجهة حقيقية ومباشرة مع الصهاينة لتساهم ميدانيًّا في قتالهم دون أدواتهم، وبإذن الله سيتحقّق هذا الحلم مع صحوة الشعوب العربية، التي ستكون في يومٍ ما مع إخوانهم في غزة والضفة، الأراضي المحتلّة لقتال الصهاينة وتحرير الأرض والمقدسات الفلسطينية الإسلامية من دنس الاحتلال وتطهيرها من خبثه ونجاسته.