رحم الله الرئيس الشهيد الخالد في القلوب صالح علي الصماد وطيب الله ثراه وجعل الجنة سكناه ، فقد أشبع موضوع مقال اليوم طرحا وتحليلا في كلمته التي اعتبرها تاريخية والتي ألقاها في حفل تخرج دفعة العام الرابع من الصمود لعدد من ضباط قوات الأمن المركزي بالعاصمة صنعاء والتي علق من خلالها على تصريحات قوى العدوان وأبواقهم الإعلامية والتي دأبت منذ بداية عملية الردع اليمانية على الغطرسة والإجرام والوحشية السعودية والإماراتية والأمريكية على اتهام إيران بتزويدنا بالسلاح وتدخلها في شؤون بلادنا وسعيها للتمدد والسيطرة على باب المندب وإقامة دولة شيعية جنوب السعودية وغيرها من الاتهامات الجوفاء الخرقاء والتي زادت وتيرتها عقب نجاح القوة الصاروخية اليمنية في تطوير وتحديث ومن ثم تصنيع الصواريخ البالستية طويلة المدى التي وصل مداها إلى عاصمة العدوان الرياض وإلى ما بعد الرياض ، وضربت العمق الإماراتي باستهداف الصاروخ البالستي مجنح كروز مفاعل براكة النووي بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي ، حيث أصموا أسماعنا و (أدوشونا ) بأن هذه الصواريخ إيرانية لدرجة قيام الولايات المتحدة الأمريكية بأخذ حطام بعض الصواريخ البالستية اليمنية ونقلها إلى نيويورك وذلك لوضعها في معرض أعد خصيصا بتمويل سعودي للتشويش على إيران وإتهامها بالوقوف وراء تزويد بلادنا بالصواريخ البالستية ضمن مخطط الاستنزاف للبقرة الحلوب التي جعلت من إيران شماعة لتبرير عدوانها وإجرامها.
على الرغم أن السعودية والإمارات اللتين تربطهما بإيران علاقات واتفاقيات ومصالح تجارية واستثمارية تقدر بمليارات من الدولارات إلا أنهما تعزفان على وتر إيران وتدخلها السرابي الوهمي في اليمن ، رغم أننا ندرك جميعا بأن لا وجود لإيران في اليمن لا من قريب ولا من بعيد ، صحيح هناك تقارب في بعض وجهات النظر ، وتلاقي في بعض المصالح ، وتناغم في بعض القضايا ، ودعم محدود في الجانب الإعلامي ، وهناك مواقف إيجابية لإيران فيما يتعلق بالعدوان على بلادنا ، ولا أعتقد أن هناك ما يمنع أن تكون هنالك علاقات ثنائية حميمة مع إيران ، ولا يوجد ما يحرم علينا كدولة أن نشتري أسلحة دفاعية من إيران أو من غيرها باعتبار ذلك من الحقوق المشروعة ، فإذا كانت السعودية والإمارات تشتريان الأسلحة من أمريكا وفرنسا وبريطانيا ومن الكيان الصهيوني لقتل أبناء شعبنا دون أن ينتقدهما أحد ، فكيف ننتقد على تهمة تزويد إيران لنا بأسلحة وصواريخ بالستية ونحن تحت الحصار الخانق وفي ظل العدوان الغاشم الذي تجاوز كل الحدود ؟!
قالها الرئيس الشهيد صالح الصماد من الذي سيجرؤ على أن يبيعنا أسلحة سواء الصين أو روسيا أو إيران فأيدينا مفتوحة ما دمنا نتعرض لعدوان سافر وقذر ؟! من حقنا أن نعزز من قوة الردع للدفاع عن أرضنا وعرضنا وسيادتنا وكرامتنا ، لن ننتظر حتى نداس تحت مجنزرات الغازي السعودي والإماراتي ، ولا حتى نساق كالنعاج لمقاصل وسكاكين عناصر داعش ، وكما قال رئيسنا الشهيد لن نظل نتلقى الضربات تلو الضربات ونحن نتفرج ، مجددا التأكيد على يمنية الصواريخ والأسلحة والذخائر التي ندافع بها عن وطننا وأن العقول اليمنية في تطوير وتحديث وابتكار الجديد من الأسلحة في مواجهة العدوان والتصدي لمؤامراتهم ومخططاتهم الشريرة .
بالمختصر المفيد، إيران دولة لها حدودها ومصالحها ومن لديه خصومة معها فليذهب نحوها لتصفية حساباته معها ، أما في اليمن فلا وجود إلا للمقاتل اليمني شديد البأس الذي يقاتل بسلاحه الشخصي حافي القدمين متفوقا على مرتزقة الداخل والخارج بأسلحتهم المتطورة ومعداتهم الحديثة ، المقاتل الذي يصد الزحف بالحجارة ويقتحم عشرات المواقع العسكرية التابعة للعدو في دقائق معدودة ، المقاتل الذي صمد وثبت قرابة الأربع السنوات وما يزال يسطر الملاحم البطولية تلو الملاحم في معركة النفس الطويل دفاعا عن الأرض والعرض والسيادة والكرامة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .