لا يزال الاحتلال الصهيوني يقصف الأطفال والنساء والبيوت والمستشفيات في غزة، ولا يزال الحكام العرب يدفنون رؤوسهم في التراب.
خرج المسلمون واليهود والمسيحيون واللادينيون -في بعض مدن العالم- في مظاهرات حاشدة منددة بجرائم الصهاينة في غزة، ودويلة الإمارات ترسل الطائرات المشحونة بالسلاح والدعم إلى “تل أبيب”، ولم نعد ندري هل نصب لعناتنا على الصهاينة “الإسرائيليين”، أم على صهاينة العرب الأشد كفراً ونفاقاً!
هناك يهود مستوطنون في فلسطين، ويهود في دول عديدة، يرفضون ما يفعله الصهاينة في غزة ويتضامنون مع الفلسطينيين؛ لأن هناك فرقاً بين اليهودي كصاحب كتاب، وبين الصهيوني المغتصب المحتل. وهناك مشائخ دين، وأمراء وأصحاب سمو، يتشفَّون ويؤيدون ويدعمون هذا العدو المحتل البغيض.
ليس هناك دولة كاليمن، تتألم لمصاب غيرها، بينما يقوم الجميع بتجاهل مصابها وآلامها. فبعد ثماني سنوات من الحصار والعدوان والقصف تتصدر اليمن -بصمت، ودون ضجيج إعلامي- بقصف العدو الصهيوني في فلسطين، بصواريخ بالستية وطائرات مُسيّرة جعلت العالم يرفع حاجبيه ويفرك عينيه من الدهشة.
اليمن، أضعف دولة عربية، تفعل كل هذا بشجاعة، انتصاراً للشعب الفلسطيني؛ لأن اليمن، دولة وشعباً، تعرف معنى الوحدة العربية، ومعنى النصرة، ومعنى الكرامة.
كان المفسبكون والمغردون يقولون: “الموت لإسرائيل...”، لماذا لا يقصف الحوثي “إسرائيل”؟
وحين وصلت الصواريخ اليمنية وسقطت على رؤوس “الإسرائيليين” قاموا بتغيير تلك النغمة، وقالوا: إيران هي التي قصفت، والحوثي يتجمَّل ويعلن أنه هو الذي قصف.
والبعض منهم وقف ضد هذه الصواريخ؛ لأنها جاءت من جماعة الحوثيين فقط، ولو جاءت هذه الصواريخ من أردوغان لهللوا وصفقوا وابتهجوا؛ وكأن نصرة غزة يتم توظيفه حزبياً ودينياً. وهناك من قال: من يحتل تعز لا يمكن أن يحرر غزة!!
حتى ولو أختلف مع الحوثي، لا يمكن أن أقف ضد هذه الصواريخ المتجهة إلى مستوطنات الصهاينة، وأؤيد كل من يقف ضد الصهاينة، كائناً من كان.
لو أن كل دولة قذفت بصاروخ واحد فقط إلى “تل أبيب”، لما بقي في فلسطين صهيوني واحد، ولتحررت في ظرف أسبوع فقط، لكن حكام العرب متخاذلون، ومنافقون، وبإمكانهم التفريط في فلسطين بأكملها كي لا تتضرر مصالحها مع الدول الكبرى.
هنيئاً لليمن هذا المجد، وستنتصر غزة، وتتحرر فلسطين، ما دام هناك مقاومة مستمرة.
* نقلا عن : لا ميديا