أحياناً تكون ضابح من نفسك، الوضع المأساوي في فلسطين يدمي قلبك، ومن جهة ثانية مهموم وغرقان ديون وحالتك حالة.. وفجأة يخرج حمار من آخر الدنيا يضحكك غصباً عنك.
يرى عمليات القوات المسلحة اليمنية في عمق الكيان الصهيوني، ثم يقول: “أشغلتونا بالصواريخ البلاستيكية حقكم يا حوثيين، هي شوية بلاستيك تضحكوا به على الناس..”!
أو حمار آخر يقول: “هذه مسرحية ومؤامرة بين الحوثي وأمريكا وإسرائيل”.
والله إن هذه النوعية من الحمير تضحكني يا جماعة الخير، وأكثر ما يضحك هي ثقتهم في أنفسهم وهم يقولون هذا الكلام.
آخ منك يا خطير يا فاهم، وضعت “الحوثي” في موقف حرج بذكائك الخارق.
هيا حاول تهدأ، وركز واسمع..
طبعاً، أنت حمار حرفياً وهذا أمر محسوم، لأنك إما لا تعرف حقيقة الصواريخ اليمنية إلى الآن، وهذا يجعلك حماراً، أو تعرف في قرارة نفسك حقيقة الصواريخ اليمنية وتدرك قوتها وفاعليتها، وتعلم علم اليقين أن “الحوثي” هو القائد العربي الوحيد الذي دعم حماس بالقول والفعل، ولكنك تحاول تضليل الناس حتى لو كان الثمن أن تجعل نفسك حماراً.
المهم أنك في كلتا الحالتين (حمار) بامتياز، ولذلك سأضع لك عدة نقاط حاول أن تتذكرها قدر المستطاع لكيلا تظل حماراً طوال حياتك.
أولاً: الكيان الصهيوني الغاصب يتحدث منذ سنوات عن قلقه من تعاظم قدرات “الحوثيين”، فلماذا سيقلق إذا كانت صواريخهم بلاستيكية؟!
ثانياً: وسائل الإعلام الصهيونية تعترف اليوم بنفسها بنجاح هذه الضربات، وتؤكد أن “إسرائيل” قد بدأت بإجراءات الرد على صنعاء.
ثالثاً: اليوتيوب مليء بفيديوهات من داخل “إيلات” توثق وصول الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية بنجاح، شاهدها ثم أخبرني برأيك في هذه المسرحية.
رابعاً: إذا كانت المقاومة الفلسطينية نفسها تشكر اليمنيين وتقول “صواريخكم وصلت قبل تصريحاتكم”؛ فمن أنت حتى تتفلسف؟
كفاكم استخفافاً بعقول الناس، فالحقيقة اليوم واضحة كما لم تكن من قبل.
هذه المعركة هي الغربال الأخير للفصل بين أصحاب الحق والباطل، ولا مجال اليوم للمغالطة والضحك على الناس.
أنت اليوم إما مع “إسرائيل” أو مع فلسطين، ولم تعد تستطيع أن تخدع أحداً.
المهم.. خلاص يا جماعة أنا غيرت رأيي، وقررت أن أقدم اعتذاري لكل الحمير التي في الأرض.
من يشاهد أشلاء الأطفال والنساء في غزة ولا يتأثر ليس حماراً، بل ديوث وحقير وسافل.
من يرى غزة تُباد بذلك الشكل ثم يقدم موقفاً يخدم الكيان المجرم ليس حماراً، بل نذل وخسيس وساقط.
كم من يهودي ونصراني وأجنبي يناهض “إسرائيل” ويطالب بمحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه، وكم من عربي ومسلم يخدم الصهاينة ويصفق لهم.
ذلك أن الأمر لا يتعلق بالدين أو العرق أو اللون، ولكنه يتعلق بالإنسانية فقط.
لا يشترط أن تكون عربياً أو مسلماً لتقف في صف غزة، ولكن يكفي أن تكون إنساناً.
* نقلا عن : لا ميديا