على خلفية ما يحدث في غزة قرأت للبعض يُهدد إيران وحزب الله قائلا: “إذا لم يتحركا الآن فلا حاجة لنا بهم ولا لفلسطين”!
مع ما في ذلك من جحود تام لما قامت به إيران وحزب الله وما يقومان به فهذا الكلام الانفعالي يُصوّرُ وكأنَّ إيران وحزب الله يكسبان شيئا من تأييد غزة ودعمها!
أخشى أن هؤلاء قد صدّقوا الدعاية الأعرابية الصهيوأمريكية ان إيران وحزب الله يستفيدان شيئا من معاندة المشروع الصهيوني ودعم تحرر فلسطين إلا تحدي المجتمع الدولي ووجع الرأس والحصار والإفقار والأذى من القريب قبل البعيد..
ما يجب أن يفهمه هؤلاء المنفصلون عن الواقع أن إيران وحزب الله بدعمهما لقضية فلسطين انما يؤديان واجبا جهاديا شرعيا شاقا جدا ترفّعا به على المعاناة والتحديات الداخلية كما تجاوزا به التباينات المذهبية والقومية والحدود الجغرافية والتي لا يرى الكثيرون أنفسهم معنيين بتجاوزها أصلا!
لكن هذا الواجب الشرعي الذي تقوم به إيران وحزب الله مرتبط بما يُستطاع وبما يُطاق من جانب وبالحكمة والصبر في إدارة الصراع مع العدو الصهيوأمريكي من جانب آخر وبالحفاظ على الوحدة الإسلامية لمواجهة غزاة قادمين من وراء البحار من جانب ثالث..
ولو كانت نية إيران وحزب الله من القيام بهذا الواجب الشرعي هي شراء ولاء أهل فلسطين ورضا العرب لكانا أكبر الخاسرين لأن طبيعة معظم بني آدم هي الجحود والنكران لمن أحسن إليهم وضحى من أجلهم.. لكن من كان عمله خالصا لله فليُبْشِر لأن الله لن يجحده عملَه ولا تضحيتَه..
هذا والله المستعان هو نعم المولى ونعم النصير.
* نقلا عن :السياسية