لقد نجح اليهود وبدهائهم المعروف، في تثقيف العالم بأفكار وعقائد غير صحيحة وغير منطقية، ضمن شغلهم الدؤوب في إفساد الناس بشكل عام، والعرب على وجه الخصوص.
ولم يكن ابتداع تلك الخرافات عبثياً أو من قبيل التسلية؛ بل لإيجاد أسس وقواعد يرتكز عليها مشروع بناء الدولة الصهيونية، الذي نراه اليوم قائماً في فلسطين.
اعتمد اليهود في نشر تلك الخرافات على المستشرقين، الذين قدموا إلى عالمنا العربي وأقام الكثير منهم بين ظهرانيه لسنوات طويلة، روجوا خلالها لعقائد باطلة تعتمد على أسس خرافية مصدرها التراث اليهودي المحرّف.
من أبرز تلك الخرافات أكذوبة اللسان “العبري”، والكلمة نفسها محرفة عن كلمة “عربي”، التي هي أصل اللغة العبرية المزعومة.
ويستطيع أي خبير باللغات اكتشاف تلك الخرافة إذا امتلك، ولو الحد الأدنى من الموضوعية، فالعبرية التي يتحدثها اليهود اليوم في فلسطين المحتلة لا ترقى لأن تكون لغة مستقلة بذاتها؛ لأسبابٍ عدة، منها:
– إن العبرية لا تمتلك سوى قرابة 2500 جذر لغوي (ما يعادل 10% من جذور اللغة العربية)، ما يثبت افتقارها للمفردات رغم الحديث الطويل عن قدمها في التاريخ.
– أغلب تلك المفردات هي عربية محورة في النطق، لكن الفرق بينها وبين العربية أن الأخيرة تقبل الاشتقاق والتصريف، بينما العبرية جامدة لا تقبل الحركة، وكأنها نُسخت في وقت متأخر عن العربية.
– إن أقدم نص عبري مكتوب يرجع للقرن التاسع الميلادي، وهذه فترة حديثة جداً في علم دراسة اللغات.
إضافة إلى كل ذلك، فإن مصطلح “ساميّ” لم يظهر للوجود إلا في القرن الثامن عشر، وتحديداً عام 1780 ميلادية، على يد أعضاء مدرسة “غوتنغن للتاريخ”، والتي تأسست من قبل مجموعة من اليهود الألمان، وأسهمت في صياغة الكثير من المفاهيم والمصطلحات التاريخية والاجتماعية المنتشرة اليوم.
وقد سعى مؤرخو هذه المدرسة لكتابة تاريخ عالمي بديل، من خلال الاعتماد على النصوص التوراتية المحرفة، وتقديم التاريخ من وجهة نظر يهودية وحسب.
وقبل ظهور مصطلح “سامية” في القرن الثامن عشر، كانت الكلمة تستخدم في النصوص الأدبية القديمة للإشارة إلى بلاد الشام، ومن هنا حرفت الكلمة عن معناها الفعلي.
لم يبذل اليهود جهوداً كبيرة في اختلاق اللغة العبرية، فقد اكتفوا بحرف النطق في بعض الكلمات العربية، وتم توظيف ذلك بدايةً كلغة مشفرة بين اليهود في مختلف المجتمعات العربية، قبل أن تعمم كلغة ظاهرة بينهم.
وبالقياس على ذلك بنى اليهود ثقافاتهم المؤسسة لكيانهم الغاصب على أرض فلسطين العربية، والتي تتبخر بمجرد أن تعرض على المختصين في حقول العلم والثقافة.
يشار إلى أن اليهود اليوم يقدمون الأكلات الشامية المعروفة مثل الحمص والتبولة بأنها أكلات إسرائيلية، في إبادة ثقافية أخرى ضد العرب، فكيف هو الأمر بالنسبة لما هو أكبر.
* نقلا عن :السياسية