لم تعد “إسرائيل” ذلك الطفل المدلل لدى حكام العالم وخاصة الغربيين منهم، بعد عملية طوفان الأقصى، وتكاتف محور المقاومة لتضييق الخناق على الكيان الصهيوني.
مؤخراً، ومع فرض اليمن عقوباتٍ اقتصادية على الكيان الصهيوني، بات العالم ينظر له ككيان مشؤوم قد يجلب النحس على خطوط الملاحة الدولية، سيما في جنوب الأحمر، حيث تمر قرابة 15% من سفن التجارة العالمية.
ويشكو الإسرائيليون اليوم من أن القرارات اليمنية دفعت الكثير من شركات الملاحة الدولية لتجنب أي سفنٍ مرتبطة بإسرائيل، خوفاً من أن يشملها قرار الحظر.
وأسوأ ما في ذلك الحظر، بالنسبة للصهاينة، أنه يشمل فقط ما يختص بإسرائيل بينما يلقى المرور من باب المندب آمناً لسائر دول العالم، ما جعل الكثير منها تراجع علاقاتها التجارية مع الكيان الصهيوني لضمان سلامة تجارتها البحرية.
ومع اقتراب الحظر من دخول شهره الثاني، بات من الواضح أثر العقوبات الاقتصادية على تل أبيب، فأسعار البضائع ارتفعت مع ارتفاع تكاليف النقل وزيادة التأمين، وتشير مراكز بحثية إلى أن 70% على الأقل ستضاف على أسعار السلع المستوردة إلى المستوطنات.
وهذه سابقة لم تتعرض لها إسرائيل من قبل، فقد اعتادت أن تفرض هي العقوبات الاقتصادية على العالم، لا أن تُفرض عليها، ما زاد من سخط الشارع اليهودي ضد حكومة المتطرف بنيامين نتنياهو، وسط دعوات للتظاهر والمطالبة برحيلها.
ومع استمرار تدهور الوضع المعيشي والأمني للمستوطنين في فلسطين المحتلة، تزداد احتمالية انهيار “الكيان الصهيوني” من الداخل، خاصة وأن الهزيمة الوشيكة لجيشها في غزة ستسقط وهم الكيان الآمن، وتجعل هزيمتها العسكرية بالنسبة لها أمراً اعتيادياً، ويسهل بعده تقدم المجاهدين الفلسطينيين في العمق المحتل، كما حدث في السابع من أكتوبر الماضي.
وعلينا أن نأخذ في الحسبان أن “إسرائيل” كيان لقيط، ويؤمن حكامه بأن هزيمته تعني اختفاءه من الوجود، وكل تلك العوامل من عقوبات اقتصادية وهزيمة عسكرية تعجل بما يخشاه اليهود في فلسطين.
* نقلا عن :السياسية