تقرير | هاشم أبو طالب
6 عمليات بحرية تستهدف 9 سفن إسرائيلية ومتجهة للكيان الإسرائيلي هي:
( جلاكسي ليدر) ، ( يونِتي إكسبلورر) ، ( نمبر ناين) ، (استريندا النرويجية) ، ( ميرسيك جبرلاتر ) ، ( إم إس سي ألانيا) ، ( (إم إس سي بالاتيوم) ، ( سوان اتلانتك ) ، (إم إس سي كلارا )
إنه اليمن، القوي بإيمانه، الكبير بقيمه وأخلاقه، والشجاع بجرأته وإقدامه، المعروف قديماً وحديثاً بشغفه في خوض غمار المواجهة واقتحام الصفوف نصرة للحق وتأييداً لمبادئ العزة والكرامة، هذا هو اليمن، وبهذا تميّز عن غيره، فكان الواقع شاهداً على صدق الأقوال والأفعال.
استنصر الغزاويون برجال اليمن، فجاءت النصرة في لمح البصر أو هو أقرب، حشد اليمانيون كل طاقتهم وأعلنوها حرباً مفتوحة على الكيان الصهيوني، ورفعوا السقف عالياً، وأعلنوها صراحة: لن نتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، ومضى الرجال ينفذون وعدهم، بيانات شعب اليمن، لم تكن للتنديد والاستنكار، ولا استغاثة بالأمم المتحدة ومن على شاكلتها، بل كانت بياناتهم كلها عسكرية، ومحتواها ضربات باليستية قصمت ظهر الكيان وهشّمت اقتصاده وفرضت عليه حصاراً خانقاً لم يشهده طوال تاريخه.
نفذ اليمن خطواته غير مكترث بالتهديدات الأمريكية وغير الأمريكية، فنصرة الشعب الفلسطيني لا سقف لها ولا خطوط حمراء فيها، فمن أجل فلسطين كل شيء وارد وكل الخيارات مفتوحة، مهما كانت الكلفة والتبعات، فعاقبة الأمور هي لله، ومالك الكون هو وحده من يتحكم في مجريات الأحداث، وهو من وعد بنصر أوليائه.
عمليات عسكرية تصاعدية
أخذت العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية طابعاً تصاعديا، ففي البداية اقتصرت العمليات على الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة، وبالرغم من تأثيراتها القوية والأضرار التي أحدثتها في الكيان الصهيوني وفي ميناء ” إيلات ” بالذات، إلا أن تطور المعارك وإمعان العدو الصهيوني في سفك الدم الفلسطيني أجبر اليمن على اتخاذ خطوات أكثر صرامة وتأثيراً على العدو.
اختارت القوات المسلحة اليمنية البحرين الأحمر والعربي ساحة جديدة للنزال، لما تتمتع به من أهمية استراتيجية تنعكس تبعاتها على الكيان الصهيوني في أهم مقومات بقائه، وفي البداية أعلنت القوات المسلحة عن معادلة عسكرية قضت بحرمان السفن الإسرائيلية والسفن التي تملكها شركات إسرائيلية أو تشغلها شركات إسرائيلية من الإبحار في البحر الأحمر والبحر العربي، وسارعت القوات المسلحة في تنفيذ قرارها من لحظة إعلانه.
وحين حاولت السفينة الإسرائيلية “جلاكسي ليدر” مخالفة القرار انقضّت عليها القوات المسلحة عبر إنزال جوي لتنتهي العملية بالاستيلاء على السفينة وسحبها إلى السواحل اليمنية في الـ19 من نوفمبر الماضي.
في الـ3 من ديسمبر حاولت السفينة “يونِتي إكسبلورر” والسفينة ” نمبر ناين”، خرق الحصار البحري المفروض على الكيان الإسرائيلي، فسارعت القوات البحرية في استهدافهما بالصواريخ البحرية والطائرات المسيّرة، بعدَ رفضِ السفينتينِ الرسائلَ التحذيريةَ من القواتِ البحريةِ اليمنيةِ، وبهذه العملية نجحت القوات البحرية في فرضِ قرارِها منعَ السُّفُنِ الإسرائيليةِ من الملاحةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربي.
استهداف 6 سفن متجهة للكيان
نتيجةً لاستمرارِ العدوِّ الصهيونيِّ في ارتكابِ المجازرِ المروعةِ وحربِ الإبادةِ الجماعيةِ والحصارِ بحقِّ إخوانِنا في غزة، صعّدت القوات المسلحة من عملياتها وفرضت معادلة جديدة في الـ9 من ديسمبر الجاري، حيث أعلنت عن منعِ مرورِ السُّفُنِ المتجهةِ إلى الكيانِ الصهيونيِّ من أيِّ جنسيةٍ كانتْ، إذا لم يدخلْ لقطاعٍ غزةَ حاجتُهُ من الغذاءِ والدواءٍ وستصبحُ هدفًا مشروعًا لقواتِنا المسلحة.
وبهذه المعادلة فتحت القوات المسلحة فصلاً جديداً من المواجهة، حين باشرت تنفيذ تهديداتها في ذات اللحظة واستطاعت القوات البحرية اليمنية استهداف 6 سفن منذ الـ9 من ديسمبر إلى الـ18 من ذات الشهر، حيث كانت السفن متجهة إلى الكيان الإسرائيلي، كما تمكنت من إجبار أكثر من 7 سفن أخرى على تغيير وجهتها.
كانت العملية الأولى ضد السفن الغير إسرائيلية ولكنها متجهة إلى الكيان في الـ12 من ديسمبر الجاري حين نفذت القوات البحرية عمليةً عسكريةً نوعيةً ضدَّ سفينةِ “استريندا” تابعةٍ للنرويج، كانت محملةً بالنفطِّ ومتجهةً إلى الكيانِ الإسرائيلي وقد تمَّ استهدافُها بصاروخٍ بحريٍّ مناسب، وذلك بعد ساعات من تمكن البحرية من منعِ مرورِ عدةِ سُفُنِ استجابتْ لتحذيراتها.
في الـ14 من ديسمبر الجاري نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى عملية عسكرية ضد سفينة حاويات “ميرسيك جبرلاتر” كانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي وقد تم استهدافها بطائرة مسيرة وكانت الإصابة مباشرة.. وجاءت عملية الاستهداف بعد رفض طاقم السفينة الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية.. كما أن العملية أتت بعد ساعات من نجاح البحرية اليمنية في منع مرور عدة سفن كانت متجهة للكيان الإسرائيلي.
ونظراً لحاجة الكيان الصهيوني للغذاء والوقود، فقد حاولت عدة سفن خرق الحصار على الكيان الصهيوني محاولة إدخال مواد إسعافية، عبر خطط تمويهية أعدتها البحرية الأمريكية، غير أن الاستخبارات اليمنية استطاعت كشف السفن وتعقبها واستهدافها، ففي الـ15 من ديسمبر نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات ( MSC Alanya إم إس سي ألانيا) و(MSC PALATIUM III إم إس سي بالاتيوم) كانتا متجهتين إلى الكيان الإسرائيلي وقد تم استهدافهما بصاروخين بحريين مناسبين. وقد جاءت عملية استهداف السفينتين بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية وكذلك الرسائل التحذيرية النارية.
وفي الـ18 من ديسمبر نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية ضد سفينتين لهما ارتباط بالكيان الصهيوني الأولى سفينة “سوان اتلانتك” محملة بالنفط والأخرى سفينة “إم إس سي كلارا” تحمل حاويات وقد تم استهدافهما بطائرتين بحريتين.
وهكذا مضت اليمن في مساندتها الفعلية للمجاهدين في غزة لتعطي درساً للأمة، أن الانتماء الحقيقي للدين الإسلامي يجعل من نصرة المظلوم أولوية فوق كل الأولويات وأنه لا معنى للحياة دون مواقف تبيض الوجيه في الدنيا والآخرة.
” إيلات ” خال من السفن
العمليات النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية أثرت تأثيراً كبيراً على كيان العدو الصهيوني، وهنا سنستعرض بعض ردود الأفعال وكذلك الآثار التي أحدثتها العمليات اليمنية.
موقع “أكسيوس” الأميركي ذكر أنّ وصول السفن التجارية إلى ميناء “إيلات” الإسرائيلي توقف بشكلٍ شبه كامل نتيجة الهجمات من اليمن في البحر الأحمر ضد السفن المتوجهة إلى الميناء.
وأوضح الموقع أنه في الأسابيع الأخيرة، صعّد اليمن هجماته وبدأ باستهداف السفن التجارية في محيط مضيق باب المندب في البحر الأحمر، المملوكة لشركات إسرائيلية أو كانت متجهة إلى “إسرائيل”.
وأكد الموقع أنّ السفن المتجهة إلى “إسرائيل” من آسيا تسلك الآن طريقاً يدور حول أفريقيا، مما يجعل الرحلة أطول بثلاثة أسابيع وأكثر تكلفة.
لا حلول أمام اليمن
في ذات السياق، أكّدت وكالة “بلومبرغ” الأميركية أنّ مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي “يواجهون معضلةً” في الرد على موجة الهجمات في البحر الأحمر. وذكرت الوكالة أنّ الإدارة الأميركية “لا تريد الانجرار” إلى حربٍ أوسع في الشرق الأوسط، وهذه الأعذار للإدارة الأمريكية تؤكد العجز الأمريكي، فمنذ متى كانت أمريكا لا تريد تصعيداً في المنطقة وهي التي احتلت العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان، وبنت لها عشرات القواعد العسكرية الكبرى، واستقدمت العديد من حاملات الطائرات والمدمرات البحرية وغيرها من القطع العسكرية؟!.
ونقلت الوكالة عن السفير الأميركي السابق في اليمن، جيرالد فايرستاين، قوله إنّ الولايات المتحدة اتخذت موقفاً دفاعياً بشأن هذه الأمور، مشيراً إلى أنها تحاول ضمان عدم نجاحها في القيام بأيّ شيء مهم من شأنه أن يفرض الرد.
ولفت فايرستاين إلى أنّ حركة “أنصار الله” قد ترغب بشدّة في دفع الوضع وإجبار الولايات المتحدة على الرد بقوّة”.. ومعروف مدى ما لعبه فايرستاين حين عمل سفيراً في اليمن، فهو يعرف جيداً من هم أنصار الله وما هي مؤهلاتهم لهزيمة الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت “بلومبرغ” أن بعض المشرعين الجمهوريين قالوا إنّ إدارة بايدن كانت “بطيئة للغاية وحذرة في الرد على القوات اليمنية.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أشارت إلى أنّ الوجود الأميركي والإسرائيلي في البحر الأحمر “لا ينجح في ردعهم (اليمنيين)”، مشيرةً إلى أنّ “الأمر قد يتطلّب استعراضاً كبيراً للقوة في المستقبل القريب”.
وتحدّثت صحيفة “بوليتيكو”، في تقرير، عن “تحذير فريق بايدن من الرد على هجمات القوات المسلحة اليمنية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
ونقلت الصحيفة، عن كبار المسؤولين في إدارة بايدن، قولهم إنّ شن هجمات في اليمن “هو مسار العمل الخاطئ في الوقت الحالي”، ولكن كما أسلفنا فإن حديث أمريكا عن ضبط النفس لا معنى له فالجميع يعرف الوحشية الأمريكية وجرأتها على غزو الشعوب واحتلالها إذا ما سنحت لها الفرصة.
حصار بحري
وفي السياق، ذكر قائد سلاح البحرية الإسرائيلية السابق، اليعيزر ميروم، أنّ القوات المسلّحة اليمنية “تفرض حصاراً بحرياً كاملاً” على “إسرائيل”، وهذا الأمر “أدّى إلى تعطيل خروج ودخول 95% من البضائع إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة”، وفق ما قال.
وأضاف ميروم، لـ “القناة 12” الإسرائيلية: “ساحة البحر الأحمر ليست ساحةً لنا، لكن يمرّ من خلالها النقل البحري المهم لإسرائيل، وهي تحتاج لهذا الممرّ بشكل كامل”.
كما أكد قائد سلاح البحرية الإسرائيلي السابق، أليعازر ماروم، أنّه “ممنوع الاستخفاف” بحركة أنصار الله اليمنية، مشدداً على وجوب “التعامل معهم بجدية”.. مشيرا إلى أنّه قال هذا الكلام سابقاً “لمن يجب أن يقوله لهم في المؤسسة”، متابعاً: “ممنوع الاستخفاف بهم، ونحن نعرفهم”.
ولفت المسؤول العسكري الإسرائيلي إلى أنّ إعلان صنعاء، التي لم تحدّد “ماذا ستفعل وكيف”، سيدفع غالبية السفن “أوتوماتيكياً إلى قرار عدم الوصول لموانئ إسرائيل”.
وأوضح في حديثه لـ”القناة الـ12″ أنّ هذه السفن هي سفن تجارية، تتوخى ربح المال، مضيفاً أنّ التأخير في وصول كمية البضائع إلى الكيان سيؤثر في السعر، كما أنّ بدلات التأمين سترتفع.
وفي ذات السياق أظهرت مواقعُ ملاحيةٌ بحريةٌ أنَّ الحركةَ في ميناءِ أمِّ الرشراشِ مشلولة منذُ أيام، وأنَّ السفنَ المتوقّعَ وصولِها إلى الميناءِ تساوي صفر.
ونقلت إذاعةُ جيشِ العدو الإسرائيلي عن المديرِ التنفيذيِّ لميناءِ “إيلات” قولَه إنَّ 85% من إيراداتِ الميناءِ تأتي من استيرادِ المركبات، وقد فقدناها بسببِ التهديدِ اليمني، وأنَّ السفنَ لا تأتي إلى الميناء، كاشفاً أنَّ كيانَ العدوِّ فقد 14 ألفَ سيارةٍ في الفترةِ من منتصفِ نوفمبر إلى ديسمبر.
واعترفَ المديرُ التنفيذيُّ لميناءِ “إيلات” بأن كيانَه يواجهُ مشكلةً اقتصاديةً خطيرةً، معتبراً أنه لا بدَّ من تشكيل تحالفٍ لحل هذه المشكلة.
خطر استراتيجي
وقال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في كيان العدو “أمان”، تامير هايمن: إنّ التهديد اليمني هو مشكلة للأمن القومي الإسرائيلي وهو “تهديد خطير جداً على المستوى الاستراتيجي لحريّة الملاحة الإسرائيلية”.
وأشار إلى أنّ التهديدات اليمنية ستنعكس على الإسرائيليين من حيث غلاء المعيشة، مُضيفاً أنّها عكست أيضاً أنّ “اليمنيين أصبحوا أكثر تبجحاً ضدنا”.
ومن جانبه، أكّد المعلّق العسكري في القناة “الـ12” الإسرائيلية، نير دفوري، أنّ “إسرائيل” تحاول أنّ توجّه رسالة إلى الولايات المتحدة الأميركية مفادها أنّ التهديدات اليمنية ليست مشكلتنا بل هي مشكلة عالمية، لافتاً أنّ الرسالة الإسرائيلية تعمل على الدفع باتجاه أنّ “المعالجة لا ينبغي أن تكون من قبلنا فقط، بل من الآخرين أيضاً”.
ولفت دفوري إلى أنّ “إسرائيل” تحاول تصدير الأمر بأنّ التهديدات اليمنية تلحق الضرر بمسار الملاحة والتجارة العالمية ككل، لذلك من المهم أن تتم معالجة الأمر عالمياً وليس من قبل “إسرائيل” لوحدها.
من ناحيته، قال كبير الاقتصاديين في شركة BDO الاستشارية، لحِن هرتسوغ: إنّ “تهديد الحوثيين للشحن البحري إلى “إسرائيل” يمكن أن يؤدي إلى ثمن اقتصادي باهظ لتكلفة المعيشة وسلسلة التوريد، فحجم واردات البضائع إلى إسرائيل يبلغ نحو 400 مليار شيكل سنوياً، 70% منها تأتي عن طريق البحر”.
ويوضح هرتسوغ أنّ تأثير التهديد اليمني يتجلى في ثلاثة مستويات: الأول هو زيادة تكاليف التأمين على النقل البحري إلى “إسرائيل”، نتيجة زيادة المخاطر، المستوى الثاني هو تأثير تغيير مسار السفن من الشرق إلى “إسرائيل”، حيث بدلاً من المرور عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، ستضطر إلى استخدام مسار إبحار مختلف يدور من حول القارة الأفريقية، وهذا يعني تمديد وقت الإبحار لمدة 30 يوماً، وزيادة سعر الشحن البحري.
ويمكن التعبير عن المستوى الثالث في حقيقة أن شركات الشحن الأجنبية ستتجنب الوصول إلى الموانئ الإسرائيلية كلياً، من أجل تجنب المخاطر، أو بسبب قيود شركات التأمين.
إزالة معلومات موانئ الكيان
علم موقع “غلوبز” الإسرائيلي أنّ مجلس الأمن القومي “الإسرائيلي” أصدر “تعليمات عاجلة إلى موانئ البلاد لإزالة المعلومات المتعلّقة بوصول ومغادرة السفن من مواقعها الإلكترونية وذلك بعد استهداف السفينة النرويجية ” ستريندا” في 12 ديسمبر.
وبحسب الموقع، فإنّ السفينة “ستريندا” كان من الممكن معرفة أنّ السفينة النرويجية من المقرّر أن ترسو في “إسرائيل” في 4 كانون الثاني/يناير. وقد هاجم اليمنيون السفينة عندما لم تكن هناك سفن حربية أميركية في المنطقة المجاورة.
أما شركة “زيم” الإسرائيلية للشحن فأعلنت أنّها سترفع أسعار النقل من آسيا إلى البحر الأبيض المتوسط في أقرب وقت ممكن، وذلك في ظل التهديد الأمني المستمر في البحر الأحمر وخليج عدن في إثر الهجمات اليمنية، بحسب موقع “غلوبز” الإسرائيلي.
وقالت الشركة: إنّ التهديد اليمني يقع على طريق تجاري دولي، ويؤثر في جميع شركات الشحن العاملة في المنطقة، والتي اتخذ بعضها إجراءات مماثلة.
موقع “غلوبز”، كشف في السياق، أنّ شركة “زيم” قررت، قبل نحو أسبوعين، “تغيير مسارات الإبحار” من شرق الأراضي المحتلة، بسبب التهديدات اليمنية، بحيث تتجاوز أفريقيا، بدلاً من المرور عبر باب المندب، ومن هناك إلى قناة السويس.
حرب على الاقتصاد
من جهتها، أفردت وسائل إعلام عبرية، منها «القناة الـ 13»، مساحة واسعة لقرار صنعاء، باستهداف أي سفينة تصل الموانئ الاسرائيلية ووصفته بـ«الخطير»، كونه يهدّد سلاسل إمداد الغذاء والاستقرار التمويني في أسواق “إسرائيل”، واعتبرته بمثابة حرب اقتصادية كاملة ستضاعف الأزمة الاقتصادية التي تعانيها حكومة بنيامين نتنياهو.
ووصف مستشار الأمن القومي في كيان العدو، تساحي هنغبي، القرار، بـ«الحصار البحري الكارثي على إسرائيل». لكن وفقاً لموقع «ديفينس نيوز» المهتمّ بالأخبار والتحليلات العسكرية، فإن أمريكا تفضّل إسناد عملياتها في التصدي للهجمات البحرية في البحر الأحمر إلى «قوة المهام المشتركة 153»، التي تركّز على الأمن البحري الدولي.
وذكرت وكالة رويترز أن شركة ميرسك للشحن البحري أعلنت وقف جميع عمليات الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر مؤقتا، فيما أعلنت شركة هاباج لويد الألمانية أنها تدرس وقف الإبحار مؤقتا في البحر الأحمر.
وذكرت صحيفة كسيوس أن وصول السفن التجارية إلى ميناء “إيلات” توقف بشكل شبه كامل بسبب هجمات الحوثيين، فيما ذكر القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لشركة الموانئ “الإسرائيلية”: أن شركات السفن حولت مسارها من ميناء أسدود القريب من غزة إلى ميناء حيفا ما تسبب بخلق اختناقات مرورية تشغيلية.
تصعيد هائل
وحظيت العملياتُ العسكرية المتواصلة للقوات المسلحة في البحر الأحمر باهتمام دولي واسع، وتناولت هذه الأحداث عددٌ من وسائل الإعلام الدولية.
واعتبرت مجلة ذي إيكونوميست “البريطانية” أنّ هجمات صنعاء على السفن المتجهة إلى “إسرائيل” تمثل تصعيداً هائلاً في المخاطر التي تحدق بالشحن التجاري الإسرائيلي مع احتمال تطور شكل وكثافة الهجمات على السفن الغربية، مبينة أنّ قوات صنعاء نجحت في عملياتها في البحر الأحمر، وَأنّ اليمنيين يتصرفون من تلقاء أنفسهم وبمحض إرادتهم.
ورأت أنّ “الهجمات تجسد فرصة استراتيجية لليمن بعدة طرق، الأولى: أنها اقتنصت الفرصة الأولى بربطها بالهجوم الإسرائيلي على غزة؛ فهم بذلك يعززون مكانتهم في العالم العربي، حَيثُ تبقى القضية الفلسطينية ذات شعبيّة كبيرة وهي توحد بين العرب جميعاً.
أما الفرصة الثانية: فهي أنّ اليمنيين يبعثون إشارة واضحة مفادها أنّ البحر الأحمر الآن بالتبعية، بات مسرحاً للمواجهة ضد الكيان الصهيوني، وأنهم على استعداد لاستهداف السفن الأمريكية والشحن التجاري الذي ربما تجمعه علاقة بإسرائيل، حتى وإن كانت علاقة ضعيفة”.
وأشَارَت المجلة البريطانية أنّ “اليمنيين يمتلكون عدداً ضخماً من الصواريخ المضادة للسفن والمسيّرات، كما يمتلكون ما لا يقل عن 10 أنواع من الصواريخ المضادة للسفن في ترسانتهم، بما في ذلك صواريخ تعتمد على تصميمات صينية شبيهة بصواريخ إكزوست الفرنسية الملامسة للماء، مثل صاروخ المندب 1 وصاروخ المندب 2، الذي يستهدف إشارات الرادار ويصل مداه إلى حوالي 120 كم”.
*نقلا عن : موقع أنصار الله