دونما سابق إنذار، وَالناس في صنعاء في منازلهم نيام، كان أعداءُ البشرية يحشون طائراتهم الحربية بقنابل الموت والدمار.
لحظات فقط وَالنساء والأطفال يصرخون تحت الركام، والبعض لا صوت له؛ فقد حوّلته القنابل لأشلاء تملأ المكان، لا أحد يعلم ما الذي جرى ومن المعتدي ولماذا التوحش والإجرام؛ فنحن شعب نحمل الود لمن حولنا والاحترام.
من عاصمة الشر والإجرام أتى البيان، معلناً تدشين عاصفة الشر والطغيان، مستعلياً على شعب لم يرَ العالم منه قبحاً ولا إجرامًا، ذنبُه التحرّر والاستقلال.. فهل التحرّر تهمة أبدية وجريمة غفرانها شعب يباد؟! فأين ما يقال دائماً: “للشعوب تقرير مصيرها” وأين حقوق الإنسان؟!
لقد أساؤوا التقييمَ وأخطأوا التقدير وَتناسوا اختلاف الشعوب في الدفاع عن أرضها؛ فحق عليهم القول بما نسوا يوم الحساب.
وفي ظل استمرار الظلم والطغيان، وقف القائدُ صادحاً بأعلى صوته: إن سلمان طغى، يا أيها الشعبُ اليماني، قِفْ شامخاً؛ فأنت بالله أقوى وأكثرُ بأساً وأقوى قوة، وَإذَا استعان بأمريكا العدى فالله قوتنا وأنّى لشعب بالمهيمن يستجير.
هب الشعبُ بكل فئاته، لا مكانَ اليوم للمذاهب والطوائف والأحزاب؛ فالجميعُ مستهدَفٌ -كبير وصغير، سني وشيعي، والنساء كذلك والأطفال- وتوحد الشعب وأغدق الجبهات مما لذّ من خيرات بلاده وطاب، قوافل الشعب لم تقطع، وخير الرجال إلى الله شدوا الرحال، معلنين نفيرهم، يا ويلَ نجد من هبة الشعب؛ إذ هب وقام.
خاضوا غمارَ الموت بجرأة، واستبسلوا بشجاعة علوية، والله سدد رميَهم سبحانه، حاشاه يخلفُ وعدَه.
ولتسألوا يا أيها المتأملون بما جرى في الساحل الغربي، سيخبركم بأن اللهَ أرسل جندَه مدداً وتثبيتاً لقوم صادقين، داسوا على جبروت أمريكا وأردوها مهالكَها؛ فسُحقاً أيها الغازون سُحقاً؛ فهذا الشعب لا يركع، وهذا الشعب لا يضام.
*نقلا عن : المسيرة