ما الذي جعل اليمن تقف اليوم هذا الموقف المشرف في وقتٍ يستمر فيه خنوع سائر الدول العربية للهيمنة الأمريكية، وينفذون تعليماتها حرفياً ولو كانت معادية للإسلام والمسلمين، إنه بلا شك عشق السلطة، وهو الداء الذي أصاب أغلب حكام العرب، وجعل منهم دمىً تحرّكها الصهيونية العالمية كيفما ومتى تشاء.
لقد قبل الرئيس المصري بحصار غزة، والمشاركة في قتل أبنائها مقابل أن يظل ست سنوات أخرى في حكم مصر، وكذلك إخوانه في الأردن والخليج.
بالمقابل نرى اليمن في موقف رجولي يستحيل أن نرى مثله من غيره، والسبب أن ولاة الأمر لدينا عشّاق دين، وليسوا ممن يعشق المناصب ويقدم في سبيلها التنازلات الكبار.
ونحن نتحدث عن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، فله ولمثله وحسب ينبغي أن تكون الولاية في الدين والدنيا، وعلى يديه نرى الإسلام يتجسد عملياً على الأرض في مشروعٍ لا يقبل الهزيمة.
إن الشعوب العربية الأخرى لا تقل دعماً ونصرةً لفلسطين، لكنهم ولوا أمرهم قيادات لا تكترث لشأن الأمة والقضايا المصيرية لها، فكانت النتيجة أن هُزموا وصَغروا، وتخلوا عن شعوبهم بعد أن تخلوا عن قضية العرب المركزية(فلسطين).
وحالهم هذا كان حالنا أيضاً خلال الأنظمة البائدة، ولو أنها استمرت لبقينا على حالتنا المهينة تلك، ولما كان اسم اليمن يحظى بما هو عليه اليوم من العزة والكرامة.
إن المواقف القوية لا تصدر إلا عن قيادة قوية وكبيرة بحجم الشعب والمنهج الذي تمثله، وقد اصطفى الله لنا قيادةً من لدنه، تحتكم بحكمه وتنفذ توجيهاته هو لا توجيهات الطاغوت المتمثل بأميركا وإسرائيل.
وقد أثبتت الأيام أن الحكمة اليمانية تقتضي التحرك في مواجهة هيمنة الصهيونية والرد بالمثل على اعتداءاتها، أمّا السكوت فهو منهج الضعفاء اللاهثين خلف السلطة، كحال عفاش ومبارك الذين سقطوا في آخر المطاف، ولم تسلم لهم مصالحهم التي خنعوا لأجلها.
* نقلا عن :السياسية