ما إن تقرأ منشوراً للكاتب الصحفي عدنان باوزير حتى تدمن على متابعته وانتظار منشوراته أولاً بأول، والأسباب في ذلك كثيرة، منها ثقافته الواسعة ولغته وعباراته الجزلة التي يرصعها بأسلوب ساخر قلَّ أن تجد له نظير، خاصة عندما يسرد القصص عن شخصياته الأسطورية كالبحبحاني وأبو رمزي الخورمكسري وغيرهم.
إلا أن الأطرف من كل ذلك هو حديثه المستمر عن “نخرته” وحجمها الكبير، ما قد يوحي إلى القارئ بأن شكلها خارجٌ عن المألوف، ودائماً ما يستخدم عبارات غاية في الطرافة عند الحديث عنها.
وهو هنا لا يشتكي من نخرته أو حجمها الطبيعي جداً، بل يسعى من وراء ذلك إضفاء المتعة إلى كتاباته، وهذا أسلوب محترف يكسر حاجز الكتابة السياسية الذي هو في الغالب ممل وتطفو عليه الكآبة.
إننا هنا أمام كاتب فذَّ، استطاع أن يكسب شهرة واسعة من خلال منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي، ولو اخترق مجال الإعلام المرئي لفاقت شهرته الصعيدين العربي والعالمي.
الأهم من ذلك كله، أن عدنان باوزير يمتلك شخصية وطنية واعية، ترفض الدعوات المناطقية الضيقة وتصر على الانتماء للوطن الكبير الذي يتسع للجميع، وهذا يجعله رمزاً من رموز الوحدة الوطنية في اليمن وقليلاً ما هم.
وقد أسعدنا مؤخراً بقدومه إلى العاصمة صنعاء، وتجواله في المحافظات الحرة، وهذا ما كنا نتمناه منه خوفاً على سلامته في حال بقي في المناطق المحتلة.
نتمنى لكاتبنا الكبير دوام الصحة والعافية، وأن تكون كتاباته الرائعة سبباً في كسر الحواجز المذهبية والمناطقية التي أنفق أعداء البلاد مبالغ طائلة لتكريسها.
* نقلا عن : السياسية