حوار عادل عبده بشر / لا ميديا -
أكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مصعب البريم، أن الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، جاء لتصحيح مسار الأمة صوب القضية الفلسطينية والوقوف في وجه المشروع الصهيوني الأمريكي الغربي.
وقال البريم في حديث مع صحيفة «لا» من قطاع غزة: «إن الولايات المتحدة كانت ومازالت راعية الإرهاب بالعالم وقدومها إلى منطقتنا العربية والإسلامية بهذا الصلف والخطاب الاستعماري هو اعتداء على الأمة»، موضحاً أن «الموقف اليمني المساند لشعبنا الفلسطيني هو تصحيح لمسار وحركة الأمة بأكملها في وجه العربدة الأمريكية الصهيونية، وتعبيراً عن جوهر الموقف الإسلامي والعروبي الرافض للاستكبار والإرهاب الغربي».
وأضاف البريم: «صنعاء قدمت موقفاً ثورياً متقدما، في زمن ربما انعدمت فيه المواقف الأصيلة، ويجب أن يُعمم هذا الموقف في كل العواصم»، مؤكداً أنه «لولا هذه المواقف البطولية الخالدة من فلسطين إلى اليمن ولبنان وسورية والعراق وإيران، لخجل التاريخ ماذا سيدون للأجيال القادمة عن هذه المرحلة».
واعتبر متحدث الجهاد الإسلامي في فلسطين، موقف القيادة والشعب والقوات المسلحة اليمنية أنه «يعكس إرادة الأمة وشعوب المنطقة وأحرار العالم»، وقال: «نتوجه بالتحية للشعب اليمني الشقيق، شعب العروبة والإسلام والنخوة والشهامة، جيشاً ومقاومة وحركات أصيلة، ونثمن هذا الموقف العزيز المشرف عروبياً وقوميا وإسلاميا وأخوياً، الذي يعني لنا الكثير كشعب فلسطيني وكمقاومة فلسطينية، ولن ننسى هذا الموقف الذي يؤكد أننا في خندق واحد وأن هدفنا ومصيرنا واحد وأن هذه معركة الأمة وليست معركة فلسطين وحدها».
وأضاف: «صنعاء أثبتت أن الذي له الحق بأن يتحدث باسم هذه الأمة هي هذه الشعوب المظلومة المقهورة المستضعفة المقاتلة والمقاومة التي ترفض الارتهان للإرادة الغربية وللتحالف الغربي الصهيوني وترفض كل أشكال الذل والخنوع لأي قوى مهما كان جبروتها وقوتها».
عدوان على الأمة
وتطرق البريم في حديثه مع «لا» إلى عدوان التحالف الأمريكي البريطاني ودول أخرى على اليمن بالقصف والغارات الجوية، واصفاً ذلك بأنه «اعتداء على الموقف الحي في الأمة، وسيدفع المعتدون ثمن ذلك من مستقبلهم السياسي حكومات وتوجهات وشخصيات».
وقال: «اليمنيون الأعزاء يدفعون اليوم ثمناً غالياً لوقوفهم إلى جانب أشقائهم في غزة والضفة الغربية»، وأن «عدوان التحالف الأمريكي البريطاني الصهيوني المتكرر على يمن العروبة والإسلام والشموخ، يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الخطوات التي اتخذتها القيادة اليمنية الحرة الشريفة وجيشها الشجاع وشعبها الثائر المجاهد، هي خطوات استراتيجية أحدثت تأثيراً مباشرا وكبيراً على الكيان الإجرامي والقوى الغربية الراعية له، وأيضاً، تأكيد على وحدة الساحات في وجه الإمبريالية الأمريكية والتحالف الصهيوني الغربي».
العمليات العسكرية اليمنية
وحول العمليات العسكرية اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب، ضد الملاحة الصهيونية وما تلى ذلك من إضافة للسفن الأمريكية والبريطانية إلى بنك الأهداف بعد عدوانهما على اليمن، أكد القيادي في الجهاد الإسلامي بفلسطين، أن هذه العمليات «تؤسس لمرحلة ثورية مقاومة، لن تتوقف إلا بإفشال المشروع الصهيوأمريكي ومخططهما للمنطقة العربية وطرد المحتل بوجهيه الصهيوني والغربي».
وأوضح أن دخول اليمن الحرب ضد الكيان الصهيوني، وحالياً ضد الولايات المتحدة وبريطانيا، بهذه الجرأة والقوة، إسناداً للشعب الفلسطيني، أحدث الكثير من التأثير في سير المعركة مع كيان الاحتلال، قائلاً: «المواقف العملية لليمن، بالتأكيد أثرت وستؤثر أكثر في عمر وسياقات المعركة اليوم سواء على مستوى فلسطين وغزة أو المنطقة بأكملها، وأيضا على المستوى المعنوي لنا كشعب وكمقاومة تعني لنا هذه العمليات الكثير وتؤكد على حياة وحيوية ووحدة المقاومة في كل الساحات».
خطاب أهل الحق
وأشاد متحدث الجهاد الإسلامي في فلسطين مصعب البريم، بمواقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التي تظهر في خطاباته المؤكدة ثبات الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني وعدم التراجع عنه مهما كانت التحديات، وتتضمن رسائل وموجهات، ليس للشعب اليمني فقط، وإنما لشعوب المنطقة وأحرار العالم.
وقال البريم في حديثه مع «لا»: «حقيقة خطاب السيد عبدالملك هو خطاب أصحاب الحق وأهل الخط المقاوم الأصيل، حيث يستندون في ثباتهم وقوتهم إلى يقينهم المطلق بناصر المظلومين جل شأنه، وإيمانهم العميق بحقهم في الحياة أحراراً شامخين، وبقدرة الجماهير على التغيير، وأيضاً الوعي السياسي الذي يستند إلى منطق المقاومة والقتال دفاعا عن الأرض والإنسان والمقدسات والإيمان بوحدة الأمة، ونحن نستبشر خيرا بمواقف السيد عبدالملك الحوثي الذي هو صوت الأحرار في العالم ومضرب المثل في الإيمان والشجاعة والعزة والشموخ، ونؤكد أننا في خندق واحد دفاعا عن مستقبل أجيالنا وأمتنا وهويتنا الإيمانية والعربية».
وأكد القيادي في الجهاد الإسلامي أن «محور المقاومة هو المشروع الأصيل الذي له الحق أن يتحدث باسم الأمة مادام يقاتل دفاعا عن شرفها وكرامتها»، واصفاً محور المقاومة بأنه «الصرخة العملية في وجه تيار التطبيع الآثم» وأن «المحور اليوم هو أهم أسباب القلق الصهيوني والأمريكي» وأن قوة وحضور المحور هي «صمام أمان للأمة ولمستقبل الأجيال».
الممر البري
ورداً على سؤال حول الممر البري الذي سارعت الإمارات والبحرين لإنشائه بهدف كسر الحصار البحري الذي فرضه اليمن على كيان الاحتلال، وذلك من خلال نقل البضائع من ميناء دبي بواسطة شاحنات عبر طريق يمر بالسعودية والأردن وصولاً إلى الأراضي المحتلة، قال البريم: «التاريخ لن ينسى مواقف الملتزمين بالواجب مع شعبهم وقضيتهم الفلسطينية ومع الأمة، ولن ينسى المتخاذلين والذين داسوا على دمنا المسفوك وأشلاء أطفالنا ليجددوا نار الحرب عبر السماح للصهاينة أو الحلف الغربي بإمداد كيان الإجرام بكل أسباب القوة والحياة عسكريا ولوجستيا من خلال استخدام أجواء ومياه وجغرافيا الأمة»، مؤكداً أن هذا الأمر «مرفوض ويتناقض مع فهمنا لديننا وقيمنا وعروبتنا، وسنبقى نقاتل من أجل ألا يمتد هذا التيار العميل الذي لا ينتمي لثقافة الأمة أو تاريخها أو هويتها الرافضة للاحتلال أو بالقبول به والتعايش معه، فما بالك بالتحالف معه على حساب دمنا وأرضنا ومقدساتنا وحقنا في الحياة بحرية وكرامة».
وأضاف: «هذا تيار طارئ ولن يستمر وسيأتي اليوم الذي تقول فيه الشعوب كلمتها وتحاكم المتآمرين مِن أنظمة وشخصيات وجهات».
اجتياح رفح
وحول مستجدات المعركة مع كيان الاحتلال في غزة، وتهديدات مجلس الحرب الصهيوني باجتياح مدينة رفح، جنوبي القطاع، أكد متحدث الجهاد الإسلامي أن الجيش الصهيوني الذي عجز خلال قرابة الخمسة الأشهر من الحرب، عن تحقيق أي من الأهداف التي أعلنها بعد عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، واجتاح مناطق كثيرة في القطاع، أيضاً لن يحقق أي إنجازات عسكرية في حال أقدم على اجتياح رفح، عدا ارتكاب المجازر والاستمرار في الإبادة الجماعية للمدنيين.
وقال: «بالرغم من الإمكانات العسكرية الضخمة التي يمتلكها جيش العدو والدعم الأمريكي والغربي المتواصل، أمام مجموعة مقاتلين من فصائل المقاومة، بإمكانياتهم المتواضعة، إلا أنه لم ولن ينجح بإذن الله في القضاء على المقاومة وكسر شوكة الشعب الفلسطيني ولا حتى بتخليص أسراه لدى المقاومة في غزة».. مضيفاً: «قلنا منذ اليوم الأول للعدوان على شعبنا، الطريق واضحة فإذا كان معنيا بحياة ومصير هؤلاء الأسرى عليه أن يستمع لشروط الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة».
وأكد البريم أن المقاومة «مازالت محافظة على أدائها القتالي، ومازالت تفاجئ العدو بمزيد من الصمود والتحدي والقتال من النقطة صفر، وعلى يد المقاومة ستستمر جنازات جنود وضباط الصهاينة في كل غزة».
وأضاف: «نتحدى العدو أن يعلن عن العدد الحقيقي للأسرى الصهاينة لدى المقاومة، أو للقتلى والجرحى من جيشهم خلال هذه الحرب، وهذا سيكون من كوارث ما بعد الحرب حين تتكشف الحقيقة الميدانية للشارع الصهيوني».
سيناريوهات نهاية الحرب
وحول السيناريوهات المتوقعة لنهاية الحرب، قال البريم: «نحن على يقين بأن الحرب ستنتهي وعلى الرغم من الثمن والتضحية الكبيرة التي قدمها شعبنا إلا أن العدو وقّع مبكرا على شهادة فشله ونحن أصحاب الضربة الأولى، والسيناريو الأقرب لمستوى البطولة والتضحية هو بقاء شعبنا وتجذره في أرضه، وسقوط أوهام الصهاينة بتهجير واقتلاع الشعب الفلسطيني، إضافة إلى أن بقاء المقاومة في كل الساحات المساندة يعتبر رقما صعبا في إدارة الصراع مع الصهاينة».
وأكد أن المستقبل هو للمقاومة في فلسطين وجميع دول المحور، وأن «هذه المعركة ستؤسس للعبور التاريخي والكبير نحو العودة إلى الأرض المحتلة منذ 1948م وعودة المسجد الأقصى، والاحتلال على موعد مع انتفاضة متجددة في الضفة والقدس والداخل المحتل وكل فلسطين، وكل يوم ينضم للمقاومة شباب ثائرون وهذه الإبادة سيعقبها انتفاضة كبيرة لن يتحملها الكيان الغاصب».
رسالة للشعب اليمني
وفي ختام حديثه مع «لا» وجه المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مصعب البريم، رسالة للشعب اليمني قائلاً: «للشعب اليمني الشقيق والحبيب نقول سنبقى معا خطا مقاوما أصيلا، ونحن في فلسطين شعباً ومقاومة، نحيي فيكم هذا النفس الطاهر الأصيل يا أهل الإيمان والمواقف وإنا وإياكم على موعد مع الانتصار والخلاص من أعداء الأمة، ونسأل الله عز وجل أن يعلو دوما صوتكم وموقفكم فوق كل الأصوات التي ارتهنت للشر وللاحتلال والاستعمار».