رسالة أخرى إلى كافة وزراء ومسؤولي الوضع المزري:
في البداية الكلام محرج شوية، وكنت أود أن أغلف هذه الرسالة وأرسلها لكم بشكل خاص، لكنني فضلت أن أخبركم بالأمر أمام الشعب بأكمله، فأنتم لا تستحون من هذا الشعب على كل حال.
بصراحة أنا قلق من أن تفهموا بعض الأشياء بشكل خاطئ وتفسروها على هواكم، لذلك أريد أن أوضح لكم الصورة من الآن.
هذه الحشود المليونية التي ترونها كل جمعة لا تخرج تأييداً للحكومة، ولا تعبر نهائياً عن أي رضا شعبي تجاه الحكومة.
تلك الحشود تخرج تضامناً مع أبناء غزة الذين يتعرضون لأبشع إبادة جماعية عرفها التاريخ، ودعماً لعمليات قواتنا المسلحة ضد العدو الصهيوني، وقد قلت لكم من قبل لا تستغلوا بطولات المجاهدين وتوظفوها لصالحكم.
وذلك الخروج المليوني يأتي استشعاراً للمسؤولية الدينية والإنسانية واستجابة لنداءات سيد الثورة (يحفظه الله).
هذا هو الموضوع فقط لا غير، فلا تخدعوا أنفسكم بتخيل أشياء ليست موجودة، ولا تحاولوا إقناع الآخرين بأوهامكم وتخيلاتكم.
لا تظنوا أن السخط الشعبي تحول فجأة إلى رضا وارتياح لأسباب مجهولة.
لا تتوهموا بأن هذه المسيرات المليونية تعتبر استفتاء لصالحكم.
هي استفتاء لصالح فلسطين فقط، فالقضية الفلسطينية تجري في دماء هذا الشعب، أما أنتم فلم يعد لكم أي قابلية عند الناس.
الوضع مايزال مزرياً، وفشلكم يزداد كل يوم.
طبعاً، تنفيذ التغيير الجذري تأخر أكثر من اللازم، ولا شك أن هناك محاولات وقحة للتملص والالتفاف على توجيهات سيد الثورة، وذلك باستغلال الأحداث الأخيرة ومشاركة اليمن في إسناد غزة.
لا تحاولوا عبثاً، فلا الشعب ولا القائد يمكن أن ينسوا موضوع التغيير الجذري.
نحن لسنا أطفالاً لتغالطونا بهذا الشكل، ولكننا ننتظر بهدوء كُرمة لغزة وتسليماً للسيد القائد.
يقولون «اتق شر الحليم إذا غضب».
يعني لا تتمادوا أكثر مع هذا الشعب.
صدقوني تلك الحشود التي تحاولون توظيفها لصالحكم؛ قد تقتلعكم يوماً من مكاتبكم.
أرجو أن تقرؤوا هذا المقال، أصلاً قد الواحد مسؤول فاشل فعلى الأقل يقرأ حاجة مفيدة.
* نقلا عن : لا ميديا