قضية غزة ومظلوميتها الواضحة تلقي بظلالها على العالم، فتحدث فيه تغييراً واضحاً على مستوى المزاج الشعبي، ومن ثمّ الوضع السياسي. ويبدو جلياً عجز الحكومات الداعمة للإبادة الجماعية عن كبح ذلك التغيير الواضح.
في بريطانيا فاز النائب جورج غالاوي في الانتخابات التمهيدية لمدينة روتشديل فوزاً كاسحاً؛ ذلك الرجل الذي ظل مناهضاً للإمبريالية العالمية على مدى عقود وتميز بمناصرته العرب وقضاياهم، وبالذات قضية فلسطين، وتحمل في ذلك شتماً وسباً وتم فصله من حزب العمال عقاباً له. وأول كلمة قالها عندما أعلنت النتائج: «هذا من أجل غزة».
في الولايات المتحدة لم نكن نتوقع أن يصل الإحساس والتفاعل مع قضية غزة في المجتمع الأمريكي إلى أن يحرق جندي أمريكي نفسه علانية، ويتفاعل معه رفاق له ويحرقون بزاتهم العسكرية، وهناك أنباء عن مظاهرات كبيرة اندلعت دعماً لهذا الموقف.
دول في أمريكا اللاتينية تعلن فرض مزيد من القيود على التعامل مع «إسرائيل»، وبعضها بدأ برفع قضايا على ألمانيا لمساندتها «إسرائيل» التي تمارس قتلها الأبرياء في غزة وفق عقيدة دينية واضحة تنص على ذلك.
في اليمن، معظم وسائل الإعلام والجهات الاستخبارية العالمية تريد فك شيفرة قائد الثورة حول المفاجآت التي مازال اليمن يحضّرها في قادم الأيام، وخصوصاً أن الولايات المتحدة وبريطانيا فشلتا في تحقيق إنجاز لكبح جماح القوات المسلحة اليمنية، بل وبات انتقاد أدائهما الهزيل هو سيد الموقف؛ فما الذي يخبئه لهم اليمن؟!
ما بعد غزة ليس كما قبلها في اتجاهات مختلفة وجوانب عديدة. ويحسب لغزة واليمن أنهما أساس تلك التحولات في المنطقة خصوصاً، والعالم عموماً.
* نقلا عن : لا ميديا