|
حلفاء الإمارات يصعّدون داخلياً | صنعاء تستقبل «آيزنهاور»: الاشتباك حاضر
بقلم/ رشيد الحداد
نشر منذ: 7 أشهر و 29 يوماً الخميس 04 إبريل-نيسان 2024 11:41 م
ردّت قوات صنعاء البحرية على تمديد واشنطن مهمة حاملة الطائرات «آيزنهاور» في البحر الأحمر، بهجوم مكثّف على القطع البحرية الموجودة في ذلك البحر، أمس. وقالت مصادر محلية في سواحل منطقة الخوخة جنوب مدينة الحديدة، لـ»الأخبار»، إن أصوات انفجارات عنيفة سمعت في المياه الدولية وفي المنطقة الواقعة بين جزيرة حنيش وجزر الزبير، مشيرة إلى أن الانفجارات تكون في العادة نتيجة هجوم مكثّف، ولا سيما أن القوات البحرية الأميركية تستخدم الطائرات في مواجهة الهجمات التي تنفذها القوات اليمنية بواسطة طائرات مسيّرة وصواريخ. وأكدت المصادر أن الاشتباكات البحرية تصاعدت خلال الأيام الماضية.وفي السياق نفسه، كشفت مصادر ملاحية، مساء أول من أمس، عن حدوث اشتباكات مباشرة بين القوات اليمنية والأميركية في البحر الأحمر، عقب تطويق زوارق حربية، يُعتقد أنها تابعة لصنعاء، حاملة الطائرات «آيزنهاور». وقالت إن مواجهات جرت بين البحرية الأميركية وسبعة زوراق حربية سريعة معزّزة بأسلحة رشاشة، اعترضت سفينة شحن أميركية على بعد 20 ميلاً فقط من حاملة الطائرات المتمركزة جنوب البحر الأحمر، مشيرة إلى أن الطراد «فليين» الذي يرافق «آيزنهاور» حاول الاشتباك مع القوات اليمنية بالقرب من أرخبيل جزيرة فرسان جنوب السعودية. ولفتت إلى أن مواجهات استمرت لساعات قبل أن تصل تعزيزات أميركية إلى المنطقة، مؤكدة عودة عناصر البحرية اليمنية سالمين. واعتبرت أن الهجوم يكشف عن توجّه صنعاء إلى فرض قواعد اشتباك جديدة.
وجاءت الهجمات الأخيرة في أعقاب إعلان وزارة الدفاع الأميركية، تمديد مهمة حاملة الطائرات «آيزنهاور» في البحر الأحمر للتصدّي لهجمات صنعاء وتأمين الملاحة الدولية. وكانت شبكة «إن بي سي» قد نقلت عن مسؤولين دفاعيين أميركيين قولهم إنه تم إقرار تمديد انتشار «آيزنهاور» وعناصر المجموعة الضاربة التابعة لها في ظل استمرار القتال مع القوات اليمنية. ووفقاً لمصدر عسكري مطّلع في صنعاء، فإن القرار الأميركي جاء بعد تخلّف بريطانيا عن وعدها بإرسال إحدى حاملتَي الطائرات، «إتش إم إس الملكة إليزابيث» و»إتش إم إس أمير ويلز» إلى الخليج، لتحلّ محلّ «آيزنهاور» عند عودتها إلى أميركا، نتيجة خلل فنّي، كما أعلنت البحرية البريطانية. وقالت المصادر إن «آيزنهاور» كان من المقرر لها العودة إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، قبل أن يمدّد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، بقاءها نزولاً عند طلب من القيادة المركزية الأميركية.
وتوزاياً مع المعارك البحرية، تصاعدت الأوضاع العسكرية على أكثر من جبهة في الداخل اليمني، نتيجة هجمات شنّتها الميليشيات الموالية للإمارات، في محاولة لإفشال مساعي السلام التي تبذلها الأمم المتحدة ومسقط، ودخلت روسيا والصين أخيراً على خطها. وذكرت مصادر عسكرية في محافظة تعز أن تلك الميليشيات تحاول خرق الهدنة المطبّقة منذ نحو سنتين. كما شهدت الساعات الماضية، للمرة الثانية في غضون أيام، محاولات من قبل المجموعات التابعة لـ»المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات لتفجير الوضع العسكري في منطقة كرش في محافظة لحج. وقالت مصادر محلية، لـ»الأخبار»، إن اشتباكات عنيفة جرت بين الطرفين بعدما حاولت المجموعات المذكورة التقدّم في اتجاه مواقع تابعة لقوات صنعاء، ما أدى إلى صد الهجوم، وتنفيذ هجوم معاكس أسفر عن مقتل خمسة، منهم قائد جبهة كرش في المجلس، وإصابة آخرين. وجاء ذلك في أعقاب فشل محاولة موازية نُفّذت من قبل الميليشيات نفسها في جبهة الضالع، وانتهت بفشلها ومقتل المهاجمين. ويقول مراقبون إن الإمارات تدفع بمجموعاتها إلى تفجير الوضع لإفشال أي محاولة سعودية لتوقيع اتفاق سلام، ولا سيما أن الرياض تشترط دمج الميليشيات الموالية لأبو ظبي في إطار قوات حكومة عدن، وهو ما يرفضه «الانتقالي» بشدة.
كما أتى التصعيد الأخير بعد احتدام الصراع بين رئيس «الانتقالي»، عيدروس الزبيدي، ورئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، في ضوء مناقشة الأخير، قبل أيام، خطوات دمج كل الميليشيات في إطار وزارة الدفاع، وهو التحرك الذي ردّ عليه الزبيدي بتهديد رفاقه من القيادات في «المجلس الرئاسي» بالطرد من عدن الواقعة تحت سيطرة ميليشياته. وكان «المجلس الرئاسي» قد أوقف، الاثنين الماضي، صرف إكرامية عيد الفطر، التي أعلنت أبو ظبي عنها. وقال مصدر في «الانتقالي»، لوكالة «فرانس برس»، إن «العليمي، أوقف صرف المكرمة الإماراتية، بعد ضغوط سعودية». وأضاف أن «السعودية ترى أن صرف المكرمة سيعزّز نفوذ الانتقالي وسيُضعف حكومة الرئاسي». ويرى مراقبون أن «اندفاع الانتقالي إلى التصعيد مع صنعاء، هو محاولة للهروب من تنفيذ الشق العسكري في اتفاق الرياض، وإرباك المشهد السياسي في ظل ارتفاع سقف التوقعات باقتراب توقيع اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، والشروع في تنفيذ خريطة الطريق الأممية».
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية |
|
|