إنَّ هناك مغزىً كَبيراً في أن الجبهاتِ الساخنةَ اليومَ هي في حدود السعوديّة كالجوف (الذي فيها حقلُ نفط يمني سعوديّ مشترك)، وصعدة (للضغط على أنصار الله)، وعلى الساحل كحجّة والحديدة، وهذه الجبهاتُ على ارتباطٍ مباشرٍ بمصالح السعوديّة والإمارات، فلا مصلحةَ -مثلاً- لشابٍّ من تعز في غزو صعدة قادماً من المعسكرات الحدودية السعوديّة عبر باقم أَو الجوف، كما أنه لا مصلحةَ -مثلاً- للحجي أَو ضالعي في غزو الحديدة وتقديمها للإمارات على غرارِ عدن والمكلا.
إنَّ طبيعةَ الجغرافيا السياسيّة في أسخن جبهات اليوم تُسقِطُ فرضيةَ يمنية الصراع وان ما يحرّكُه رغبة يمني في قتل يمني لاختلاف مناطقهم ومذاهبهم، فاليمنيون بتعدّدهم موجودون في صنعاء بتعايش ووئام، والملاحَظُ بأن مختلفَ الجبهات الداخلية في تعز وباتّجاه الجنوب ومأرب هدأت ولم تعد زحفاً وزحفاً مضادّاً، فلا توجدُ دوافعُ اجتماعية يمنية في تحريكها.
وبشكلٍ آخر لا يقومُ أهالي هذه المناطق في التماسات بالتعبئة للحرب والزحف على المناطق المجاورة لهم لدوافعَ مناطقية أَو مذهبية أَو غزوات اقتصادية للتفيُّد والاستباحة.