بعد انحسار دام أياماً عدة، تجدّد التصعيد العسكري إلى البحر الأحمر خلال الساعات الماضية. وأكدت مصادر ملاحية في الحديدة، لـ»الأخبار»، أن عمليات البحرية اليمنية ضد السفن العسكرية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن عادت بقوة. إلا أن القيادة المركزية الأميركية لم تعترف سوى بعملية هجومية واحدة جرت مساء أول من أمس في البحر الأحمر، ضد سفن أميركية. وقالت، في بيان صادر عنها فجر أمس، إن قواتها اشتبكت مع طائرة مسيّرة واحدة. واللافت في الأمر أن قوات صنعاء، وفق مصادر متعدّدة، تؤكد أن عملياتها العسكرية التي تنفّذها بواسطة طائرات مسيّرة تتم بأربع مسيّرات على الأقل في الهجوم الواحد. على أن ما تخفيه البحرية الأميركية في بياناتها اليومية، كشفه قائد عملية «أسبيدس» الأوروبية، الأميرال فاسيليوس غريباريس، لمجلة «دير شبيغل» الألمانية، بتأكيده أن هجمات القوات اليمنية أصبحت أكثر حدّة من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن تلك القوات تستخدم تكتيك الهجوم بسرب من الطائرات المسيّرة، ما يؤدي إلى إرباك القوات البحرية وعجزها عن حماية السفن التجارية، إذ تقوم هذه الأسراب بوظيفة إشغال أنظمة الدفاع الحديثة في السفن الحربية لتفشل الأخيرة في حماية السفن التجارية. وفي سياق متصل، كشفت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية»، أمس، في بيان لها، أنها تلقّت بلاغاً بوقوع انفجارين في سفينة شحن تجارية، على بعد نحو 82 ميلاً بحرياً من الساحل في خليج عدن. وأكدت الهيئة أنه لم يُسجل وقوع ضحايا في صفوف طاقم السفينة التي لم تكشف تفاصيل هويتها.
تجدّد التصعيد في البحر الأحمر بعد أيام من الهدوء
وخلال الأيام الماضية، وفي أعقاب إعلان صنعاء توسيع نطاق عملياتها من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط، عمدت البحرية الأميركية إلى منع حركة السفن التجارية من عبور الممر الملاحي الدولي في البحر الأحمر. ووفقاً لمصدر ملاحي مطلع، فإن عدداً من السفن التي مُنحت الإذن من قبل صنعاء بالمرور الآمن من هناك، مُنعت من قبل الأميركيين من عبور باب المندب من دون مبرّر، وخاصة أن العمليات العسكرية في البحر الأحمر شهدت انخفاضاً لافتاً خلال الأيام الماضية. وأفادت المصادر بأن الولايات المتحدة تنوي إعادة حاملة الطائرات «يو إس إس آيزنهاور» إلى البحر الأحمر بعدما أخرجتها أواخر الشهر الفائت، وتبيّن أن سبب إخراجها إجراء صيانة دورية وإعادة تعبئة مخزونها من الذخائر، على رغم أنها تلقّت تعزيزات جوية أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية. وتعود «آيزنهاور» برفقة البارجة «يو إس إس كارني» التي عبرت، مساء أول من أمس، قناة السويس، في طريق عودتها إلى البحر الأحمر، فيما يتوقع مراقبون عودة التصعيد إلى مستوياته المرتفعة، ولا يستبعدون محاولة واشنطن تكثيف العمليات في البحر الأحمر في محاولة منها للدفاع عن خطوط الإمدادات للكيان الإسرائيلي، وخاصة إمدادات النفط والغاز التي تضعها صنعاء في بنك أهداف عملياتها المقبلة في البحر المتوسط.
ويؤكد مصدر عسكري مطّلع في صنعاء، لـ»الأخبار»، أن إعادة واشنطن «آيزنهاور» تمثّل فرصة جديدة للقوات البحرية اليمنية لتنفيذ هجمات مهينة للبحرية الأميركية في البحر الأحمر، مستبعداً أيّ تأثير لهذه الهجمات على العمليات العسكرية المقبلة لقوات صنعاء في المتوسط. وفي ظل ربط صنعاء بدء هذه الأخيرة بعد انتقالها إلى المرحلة الرابعة من التصعيد، بالهجوم الإسرائيلي على رفح، تكشف مصادر مقرّبة من حركة «أنصار الله»، لـ»الأخبار»، أن القوات اليمنية بدأت منذ أيام عملية رصد دقيقة للسفن المتجهة إلى موانئ الكيان الواقعة على البحر المتوسط، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يأتي في العادة تمهيداً للاستهداف. وبعد أيام من دعوة صنعاء الشركات الملاحية الدولية إلى وقف عمليات النقل البحري إلى موانئ الكيان في المتوسط، أعلنت شركة الشحن الألمانية العملاقة «هاباج لويد”، أول من أمس، تعليق عملياتها الملاحية في الشرق الأوسط، بعدما كانت قد أوقفت عملياتها في البحر الأحمر قبل أشهر. وفي الإطار نفسه، دعت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، أمس، السفن المتجهة إلى إسرائيل، إلى حجب معلومات وجهاتها على الفور.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية