|
الاعتقالات الأمنية بين الحقيقة ورواية المرتزقة
بقلم/ محمد محسن الجوهري
نشر منذ: 5 أشهر و 8 أيام الخميس 13 يونيو-حزيران 2024 10:21 م
مع الكشف الأخير عن أكبر شبكة تجسسٍ لصالح المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، تتضح الرؤية أكثر وأكثر عن الواقع اليمني، وحقيقة الأطراف السياسية وغير السياسية المناهضة لأنصار الله، وأنها لم تتجه لمواجهة المشروع القرآني إلا مع وجود محرضٍ وداعمٍ أجنبي، ولولا ذلك ما خطت خطوة في طريق الباطل.
والملاحظ أن وسائل الإعلام التابعة للمرتزقة كانت متابعة لتفاصيل الحملة الأمنية منذ البداية، بدليل تغطيتها لكل حادثة اعتقال في نفس اليوم الذي تمت فيه، وهذا يكشف حجم الترابط بين المرتزقة والجهة التي يعملون لصالحها، والاتصال المستمر مع عملائهم على الأرض، وكيفية تقديمهم للحادثة من وجهة نظر المصالح الأمريكية.
ومن خلال تتبع الأسماء التي تم الكشف عنها في البيان الأمني، تجد أن إعلام المرتزقة لم يكتفِ بإعلان الخبر في نفس اليوم، بل بدأ بنسجِ قصصٍ إنسانية من وحي الخيال عن الشخص المعتقل، وعن الظروف القهرية التي تعرض لها أثناء الاعتقال، وكيف أن أسرته تعاني الأمرين جراء ما حدث لها عقب ذلك، وأن البعض من أقارب المعتقلين توفوا وهم يبحثون عن فرصة للقاء ذويهم.
إلا أن كل تلك المزاعم والقصص المختلقة سقطت وبطلت قيمتها مع إقرار العملاء بعمالتهم، وكيف أنهم تجندوا على يد المخابرات الأجنبية لتدمير كل مشروع وطني، بما فيها حق الشعب في الاكتفاء الذاتي، وتأمين واستغلال موارده الطبيعية لصالحه.
وللأسف الشديد أن نشاط أولئك العملاء تم تحت عناوين براقة مثل حقوق الإنسان، والتنمية والثقافة والعلوم، وغيرها من الذرائع الامعة، وقد انخدع بها الكثير من العوام، كما انخرط فيها شريحة واسعة من المنبهرين بالغرب، ودعاة المدنية والحداثة على الطريقة الإفرنجية.
وقد سهَّل النظام الحاكم في اليمن قبل 21 سبتمبر 2014 لتلك العناصر العمل بكل حرية بين أبناء الشعب، كما سخر النظام إعلامه ووسائل التثقيف كافة لتكريس "عقدة الأجنبي" والانبهار بالثقافات القادمة من الغرب، حتى تحولت إلى دينٍ جديد، يعارض معتنقوه كل ماله علاقة بالإسلام تحت مبرر "التخلف".
ولا ننسى أن دين الاستغراب ذلك لا يزال يتفشى في بلدنا عبر وسائل الإعلام التابعة للمرتزقة، وبالتنسيق مع المنظمات العاملة في بلادنا، وكذلك المعاهد والجامعات الخاصة التي تدرس الثقافة الخارجية أكثر مما تمنح طلابها من العلم والمعرفة.
ولولا نعمة المشروع القرآني لكان الطاغي على اليمن هو مشروع الخيانة والارتزاق، ولما كان لليمن اليوم هذه المواقف المشرفة والداعمة لقضايا الأمة الإسلامية الرئيسة، ومنها قضية فلسطين، ولما أحيت البلاد المناسبات الدينية التي أعادت اليمن إلى هويته الإيمانية الصحيحة.
*نقلا عن : السياسية |
|
|