أوكلت قيادة صنعاء مهمة الرد على التصعيد الاقتصادي الذي تقف وراءه السعودية وأميركا إلى القوات المسلحة، وهو قرار لا تتّخذه، عادة، إلا بعد نفاد كل الخيارات الأخرى، ووصول الأمر إلى طريق مسدود. وتبلور هذا التوجه في أعقاب إفشال السعودية مفاوضات مسقط حول تبادل الأسرى، وانقلابها على آخر التزام بخصوص عودة حركة الطيران المدني إلى مطار صنعاء، فضلاً عن تورّطها في مساندة واشنطن في التأثير على العمليات العسكرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، على رغم تحذيرات "أنصار الله" المتكرّرة لها ولدول أخرى. وفي هذا الإطار، أكد مصدر عسكري مطّلع في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن الأخيرة أعادت إدراج مطارات وموانئ السعودية وعدد من المنشآت الاستراتيجية الخاصة بتصدير النفط في بنك الأهداف، مع وضع الاستعدادات لتحريك الجبهات في الداخل. وشدد على وجوب وقف المراوغة السعودية في ملف السلام، بعد ثبوت وقوف المملكة وراء التصعيد الاقتصادي الأخير، وكذلك تورّطها في تنفيذ أعمال عدائية ضد اليمن، ومنها السماح بانطلاق الطائرات الأميركية من قواعد سعودية وتقديم معلومات استخبارية ضد مواقع في اليمن.
ورأى المصدر أن «نشر بعض صور وإحداثيات المطارات والموانئ السعودية هو أولى الرسائل الموجهة إلى الرياض، وهناك مفاجآت أخرى»، معتبراً أن دعوة قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، السعودية إلى العدول عن تلك الممارسات، "تعدّ آخر مهلة يمكن الرياض التقاطها لتجنّب إشعال المزيد من الحرائق في كل أرجاء المملكة". وأشار إلى أن قوات صنعاء التي تمكّنت من إغلاق ميناء إيلات الإسرائيلي، واستهدفت ميناء حيفاء، وكذلك السفن التجارية الإسرائيلية والمرتبطة بالكيان في البحر المتوسط وفي المحيط الهندي، قادرة على استهداف أي منشأة حيوية سعودية.
إلى ذلك، أكدت مصادر ملاحية في مدينة الحديدة، لـ«الأخبار»، وقوع اشتباكات بحرية في البحر الأحمر وقبالة باب المندب، وسماع أصوات انفجارات منذ فجر أمس، فيما أعلنت «القيادة المركزية الأميركية «اعتراض طائرتين مسيّرتين»، بالتوازي مع حديثها عن قيام حلفائها في خليج عدن «بتدمير طائرتين مسيّرتين أخريين». أيضاً، اعترف الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بتعرضه لهجوم يمني جديد من البحر الأحمر. وأفاد المتحدث العسكري لجيش العدو، دانيال هنغاري، بأن القوات الإسرائيلية أطلقت صواريخ اعتراضيه لمواجهة الهجوم.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية