الردع في اللهجة اليمنية يعني النطح، وفلان ردع فلاناً أي نطحه في رأسه حتى أوجعه وداخ.
والردع في اللغة العربية الفصحى: «المنع والزجر»، بمعنى مُنِع من ارتكاب الاشياء.
كنا فيما مضى نسعى إلى أن نصل إلى مرحلة توازن الردع مع العدو السعودي، في حين كانت طائرات العدوان تحلق في أجوائنا وتسرح وتمرح وتقصف وتدمر، حتى تمكنا بفضل الله بعد ذلك من تحقيق توازن الردع معهم بقوة الله وتطور القدرات الصاروخية والطيران المسير.
اليوم، نحن ردعنا السعودي بما للكلمة من معنى، بالفصحى وفي اللهجة العامية. النظام السعودي قد «كوكرت» الردعة في رأسه وداخ، وأصبح المولى يزجرهم وينهرهم ليكفوا عن لعب العيال الذي يريدون ممارسته.
لقد تم إبلاغ الطرف السعودي بالكف عن اللعب بورقة الاقتصاد ونقل البنوك ومحاولات إغلاق المطار والميناء، فتعذروا بعدم قدرتهم على التعاون مع مطالب صنعاء، وأنهم قد أبلغوا الطرف اليمني الآخر «الشرعجية» بذلك، لكنهم رفضوا المقترح منهم وخرجوا عن طوعهم.
أفاد السعودي بأن المعبقي، محافظ البنك المركزي في عدن، لم يعد يتلقى التوجيهات منهم، وإنما أصبح يتلقاها مباشرة من الأمريكي. وفي محاولة لإثبات ذلك تم نشر أخبار لقاء محافظ البنك في عدن بالسفير الأمريكي مصحوبة بصورة له معه.
اليوم، تم وضع النقاط على الحروف.
غريمنا السعودية، التي تعمل على خدمة الأمريكي مباشرة، وإلاّ ما الداعي لمثل هذه «المسرحيات» والممارسات الحمقاء والرعناء والتخادم الواضح وتبادل الأدوار؟!
البنوك مقابل البنوك، والمطارات مقابل المطار، والموانئ مقابل الميناء.
إلى هناك وكفى!
وعلى من يمثلوننا من القيادات في مختلف المهام الوطنية التوقف عن مصطلحات الأشقاء في السعودية والإخوة السعوديين؛ وفّروا قليلا من ماء الوجه لنا ولكم!
وعندما تُحل تبعات العدوان جذرياً، ويتم رفع الحصار ودفع كامل الالتزامات وجبر الضرر وإعادة إعمار ما دمرته الحرب وصرف المرتبات التي التزمتم للناس بها، قولوا ما تشاؤون.
لكن يوم تطلعونا ويوم تنزلونا، ويوم تقولوا كملنا، ويوم ثاني تقولوا عاد احنا، «قوووووق»، فليس الشعب لعبة بيد أحد، ولاحظنا جميعا حجم الخسارة في المواقف وعلى مستوى الإعلام وابتعاد الكثير من الحاضنة الشعبية عنكم، ووصل الحال إلى تصديق ما يأتي من إعلام العدو وتكذيب ما يرد منكم، بسبب كثرة التناقضات التي أصابت الشعب بانفصام في الشخصية، وعجز الجميع عن تبريرها.
فلتكونوا بحجم مواقف القائد وعوناً له، فالشعب قد ثار ناشداً الحرية والاستقلال، وليس لضم أسماء جديدة لكشوف اللجنة السعودية الخاصة.