لا أخفيكم سرا بأن العبد لله كاتب هذه السطور لم ينم مساء أمس الأول بعد مشاهدة البرنامج الوثائقي خطوط حمراء والذي كشف المستور وأبان ما كان خافيا من فضائح وفظائع تشيب من هولها الرؤوس ، شبكة دعارة مرتبطة بقوى العدوان وتحاط بدعم وإسناد العديد من المنظمات الدولية التي تعمل في اليمن تحت يافطات وعناوين إنسانية وإغاثية وحقوقية ، شبكة دعارة تقوم أيضا بالمتاجرة بالأعضاء البشرية للضحايا الذين يقعون فريسة سهلة لها ، شخصيات من العيار الثقيل في صفوف مرتزقة العدوان ، ومعهم شخصيات سعودية وإماراتية ، حقائق محزنة ومؤلمة جدا ، تثير الكثير من الحرقة والأسى للحال المخزي الذي وصل إليه هؤلاء الخونة المرتزقة الأنذال الذين تاجروا بكل شيء حتى الأعراض.
نساء يمنيات تحولن إلى شياطين يعملن لحساب شبكة الدعارة في الداخل والخارج ، يمارسن الرذيلة ويرتكبن المحرمات ، ويقمن بإغواء الفتيات تحت عناوين ويافطات إغرائية ، بعد أن وقعن هن في الفخ ، وهكذا يتم الاستدراج بالتنسيق مع بعض المنظمات الدولية التي تتولى مهمة استقطاب النساء بدعاوى العمل لديها أو المشاركة في الدورات التدريبية والبرامج التأهيلية الخارجية والداخلية ، لتبدأ بعد ذلك في الشروع بتنفيذ مخططها الإفسادي من خلال إجبار الفتيات على تعاطي الحشيش والمخدرات والخمور ، والانضمام إلى شبكة الدعارة التي تمثل واحدة من الأدوات والوسائل التي تعتمد عليها قوى العدوان ومرتزقتهم ضمن حربهم الناعمة القذرة التي تستهدف المجتمع اليمني في دينه وقيمه وأخلاقه.
“خطوط حمراء” أظهر للرأي العام حقيقة الدور المشبوه الذي تقوم به الكثير من المنظمات العاملة في بلادنا ، والخطر الذي يتهدد المجتمع جراء قيامها بالانحراف عن العمل الإغاثي والإنساني والحقوقي الذي دخلت البلاد من أجل القيام به لتتحول إلى حاضنات لتفريخ وتفقيس شبكات الدعارة ونشر التفسخ والانحلال الأخلاقي والترويج للرذيلة ومسخ النساء وتحويلهن إلى مومسات يعملن على مسخ المجتمع والانحراف به عن الدور المنوط به في مواجهة قوى العدوان والتصدي لكافة مؤامراتهم ومخططاتهم الإجرامية ، يريدون إلهاء الشباب عن الالتحاق بالجبهات والمشاركة في شرف الدفاع عن الأرض والعرض والشرف والكرامة ، وإفساد أخلاقهم وضربهم في دينهم وقيمهم بتحويلهم إلى شواذ وديوثين وأدوات رخيصة تتاجر في الجنس والأعضاء البشرية لحساب مرتزقة العدوان وأسيادهم من الإماراتيين والسعوديين ، وهذا والله هو الخسران والضلال والانحراف الكبير.
كما أظهر البرنامج الوثائقي الأمني خطوط حمراء الحس الأمني الرفيع واليقظة الأمنية العالية والجهد الجبار الذي قامت به وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والاستخباراتية التابعة لها في كشف هذه الشبكة الخطيرة والاطلاع على المعلومات الأكثر خطورة والتي أنا على ثقة بأن الأجهزة الأمنية تحفظت بها ولم تكشف عنها واكتفت باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتورطين فيها ، وهو إنجاز يحسب للداخلية ولكافة الجهات التي أسهمت في كشف هذه الشبكة الهدامة ونشد على أيديهم لمواصلة العمل وتعقب الخيوط التي توصلوا إليها من خلال هذه الشبكة لكشف المزيد منها والتعامل بحزم وصرامة بموجب النظام والقانون مع المنظمات المتورطة في هذه الأعمال الساقطة والشاذة والمنحطة.
إذن خطوط حمراء ،دق ناقوس الخطر في أوساط الأهالي لمراقبة بناتهم وأولادهم والحرص على تربيتهم وتنشئتهم التربية والتنشئة السليمة ، والحذر من الانجرار خلف إغراءات العمل لدى المنظمات وخصوصا الفتيات ، فهذه هي الحرب الناعمة التي يشتغل عليها الأعداء بعد فشلهم الذريع في حربهم العسكرية والاقتصادية ، أيها الآباء وأيتها الأمهات كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، أولادكم أمانة في أعناقكم ، والرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال : “كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول” ، فلا تضيعوا أولادكم بالإهمال والتجاهل والضياع فالعواقب وخيمة والنتائج كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معان.
جمعتكم طهر ونقاء، محفوفة بالبركات ومزدانة بالانتصارات وعاشق النبي يصلي عليه وآله.