|
كيان العنكبوت الواهن..؟!
بقلم/ طه العامري
نشر منذ: 3 أشهر و 9 أيام الثلاثاء 13 أغسطس-آب 2024 03:30 ص
منذ عملية اغتيال الشهيد إسماعيل هنية _رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالعاصمة الإيرانية طهران _على يد الكيان الصهيوني وبمساعدة لوجستية وتقنية أمريكية، وهذا الكيان يعيش في حالة رعب وجودي غير مسبوق، رعب وترقب لرد إيران ومحور المقاومة، متسائلاً وعلى مختلف المستويات الاستيطانية، عن حجم الرد القادم من إيران وحلفائها؟ وشكل هذا الرد؟ وأين؟ وكيف؟ ومتى؟ وما هي الأهداف التي قد يستهدفها الرد؟ تساؤلات مربكة تدور بعقول قادة الكيان ومستوطنيه، رغم تطمينات حلفائهم وفي مقدمتهم أمريكا التي استنفرت قواتها وحشدت كل قدراتها وإمكانياتها في المنطقة عسكرياً واستخبارياً وإعلامياً ودبلوماسياً، وسلّطت أقمارها الصناعية التجسسية ومحطات الرصد الاستخبارية التي إقامتها في دول المنطقة الحليفة لها، واستعانت بأقمار وأجهزة دول الغرب دون استثناء، وكل هذا في سبيل تأمين وحماية كيانها الصهيوني اللقيط والدخيل من رد إيران ومحور المقاومة على جرائم الصهاينة التي طالت سيادة أطراف المحور الممتد من صنعاء حتى طهران مروراً ببيروت ودمشق وبغداد.
هذا الاستنفار الأمريكي للقوات لم يمنح الكيان ومستوطنيه بأرقة أمل تبدد قلقه وخوفه ورعبه من رد قادم سيطاله لا يعرف من أين سيأتي، وكيف سيأتي، وبأي حجم سيأتي، لذا استعد مقهوراً وأعد نفسه لكل الاحتمالات، فاغلق كل الشركات والمصانع واخلا مستوطنات بكاملها وجهز الملاجئ المحصّنة، بما في ذلك ملاجئ قادة الكيان، في استعداد لنزول قرابة (9 مليون صهيوني للعيش تحت الأرض)، فيما شركات الطيران العالمية أوقفت رحلاتها من وإلى الكيان وتعطلت مطارات الكيان لأول مرة في تاريخ هذا الكيان منذ احتل بدون وجه حق أراضي فلسطين بدعم ورعاية من رعاته الحاليين _ أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا.. هؤلاء الذين يمكن وصفهم بصناع هذا الكيان ورعاته وداعميه ومن يقفون اليوم متخندقين دفاعا عن وجوده في مواجهة أصحاب الحق والأرض.
حالة الهلع والذعر التي يعيشها هذا الكيان مستوطنين وقادة، يمكن استشرافها والتأكد منها من خلال تصريحات قادته، وهي تصريحات تكشف عن حالة القلق والرعب المتجذرة في وجدانهم وفي عقولهم وطريقة تفكيرهم ورد أفعالهم ومواقفهم على مجمل الأفعال الميدانية الراهنة.
معروف تاريخياً أن هذا الكيان وقادته كانوا يقومون بارتكاب كل الجرائم، يعتدون، ويحتلون، يقتلون ويعتقلون، يقلعون الأشجار، ويصادرون الأراضي، ويدنّسون المقدسات، ويهدمون البيوت على رؤس سكانها، يفعلون كل هذا دون أن يطلقوا تصريحاً واحداً محملاً بمفردات التهديد وعبارات الوعيد، كما هو حالهم اليوم وهم يتسابقون لإطلاق التهديدات ويتوعدون، يتحدثون عن قوتهم الاسطورية وعن قدراتهم التي ستطال كل من يتعرض لهم..؟!
هذه الزوبعة الإعلامية التي يطلقها القادة الصهاينة ويتسابقون في تسويقها عبر وسائل الإعلام العالمية أكبر دليل على وهن وضعف هذا الكيان الذي عجز عن مواجهة مجموعة مقاومين في قطاع غزة، مقاومين محدودي القدرات والإمكانيات يواجهون جيش الاحتلال الصهيوني منذ نحو من 11 شهراً فيما الجيش الذي يحضى بدعم كبرى جيوش العالم ويحضى بتواطو أنظمة عربية واسلامية، وعجز العالم عن وقف جرائمه وبشاعتها وحرب ابادته غير المسبوقة _عجز العالم عجزاً طواعيا _ عن ردع هذا العدو، غير انه رغم كل هذه القدرات الإسنادية الدولية والإقليمية عجز بدوره عن هزيمة المقاومة وأخفق في استعادة هيبته المفقودة وكرامته التي مرّغها أبطال المقاومة بالوحل..؟!
المقاومة المحدودة القدرات والامكانيات تواجه جيش مدججاً بكل ممكنات القوة القاهرة ويحضى برعاية ودعم من كبرى جيوش العالم، يقف بقوة الله وقدرته مهزوماً ذليلاً مرتبكا أمام فئة من أبطال الله قليلي العدد والعدة ولكنهم كبار بالفعل ترعاهم وتساندهم قوة الله القاهر فوق عباده، ومن ترعاهم وتساندهم قوة الله ورسوله، لايمكن أن تهزمهم قوة ترعاها وتساندها أمريكا أو كل دول العالم..؟!
إن مزاعم حرب الإبادة الصهيونية التي تشن ضد الشعب العربي في فلسطين يبحث فيها قادة الصهاينة عن (نصر مطلق) لن يحققوا من خلالها إلا هزيمة مطلقة لهذا الكيان تضاف إلى هزيمته في السابع من أكتوبر من العام الماضي، حين قرر أبطال معركة الطوفان أن يسقطوا وبقرارهم الذاتي وقدراتهم المتواضعة أساطير ( الجيش الذي لا يقهر) ولم يجدوا إلا جيشاً ذليلاً جباناً يقاتل ( من وراء جُدر) ( يحسبون كل صيحة عليهم)..؟!
جيش في كيان استيطاني عنصري اهم أسلحته هي تسويق الأساطير الكاذبة عن قدراته، وممارسة الإجرام الوحشي على النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين العزّل، بدليل أن طيلة أيام وليالي المعركة وهذا الجيش لا يقتل إلا النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين، ويدمر المرافق الحيوية والخدمية، ولم يحقق أي إنجاز عسكري، بل لم يحقق أياً من بنك أهدافه التي أعلنها الإرهابي رئيس حكومة الكيان منذ أولى لحظات اندلاع المواجهة قبل أحد عشر شهراً خلت، قتل خلالها هذا العدو المجرم أكثر من خمسين ألف مواطن عربي فيهم أكثر من عشرين ألف طفل وضعفهم من النساء ومثلهم من الشيوخ والمدنيين العزل، فيما هناك أكثر من مائة جريح ومليونا مشرد رفضوا مغادرة أراضيهم ومدنهم، فيما مستوطني جيش العدو قد غادر منهم أكثر من مليون مستوطن عادوا إلى بلدانهم الأصلية التي قدموا منها..!
جيش صهيوني استيطاني عنصري قاتل ومجرم وكل قادته مجرمين يواجه أبطال المقاومة وعاجز عن هزيمتهم أو تحقيق انتصار يذكر فذهب ليغتال رموزاً سياسية مدنية خارج الجغرافية الفلسطينية المحتلة بحثاً عن أي شكل من أشكال الانتصار الذي توهّم أن بإمكانيته توظيفه أمام مستوطنيه، جريمة ارتدت عليه وبالاً وحيرة وحسرة وخسراناً مبين، فذهب يستجدي حلفاءه ليدافعوا عنه، دون أن يتراجع عن إطلاق تصريحات التهديد التي تؤكد ضعفه ووهنه وهشاشة دولة هي فعلاً ( أوهن من بيت العنكبوت) كما وصفها وشخص وضعها سيد المقاومة الإسلامية في لبنان السيد حسن نصر الله الذي يثق به ويصدقه المستوطنون الصهاينة أكثر مما يصدّقوا ويثقوا بقادتهم، وتلك هي إحدى نعم الله ومكارمه لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
خلاصة القول: إن من عجز عن مواجهة مجموعة أبطال مقاومين في قطاع غزة طيلة هذه الفترة ويتجرع على أيديهم هزائم يومية، من أين له أن يواجه محور المقاومة مجتمعين أو منفردين، وهذا هو ما دفع أمريكا وبريطانيا وبقية الدول الاستعمارية الحضور بأصولها دفاعاً عن مصالحهم بعد أن تعرض الوكيل لهزيمة نكراء وسقطت تحت أحذية الأبطال أساطيره وهيبته ومقومات ردعه وكل قدراته وإمكانياته.. وما النصر الا من عند الله.
*نقلا عن :الثورة نت |
|
|