سعى ويسعى عشاق المناصب، المستعدون للتضحية بكل شيء كي يبقوا على رأس السلطة، إلى إعاقة كل حركة جادة نحو التغيير والبناء، وقد عملوا ويعملون في سبيل ذلك على التالي:
• صرف المجتمعات والشعوب عن العلوم الإنسانية والفلسفية والمنطقية التي تنظم التفكير وتنهض بالعقل.
• رفض وجود مؤسسات مجتمع مدني تنهض بوعي الناس، وإذا تم الترخيص وقبول بعضها فيكون ضمن شروط تفرغها من وظيفتها الحقيقية، بحيث تمنع تعاطيها بالسياسة، وتراقب برامجها، بل تفرض دعماً لها حكوميّاً يجعلها تحت سلطة الحكومة ماديّاً وقانونيّاً، وبالتالي تقوض هدف وجود هذه المؤسسات في نهضة المجتمع.
• تبني منهج الشيطنة الإعلامية والقضائية تجاه النقد أياً كان، لتشويه المفهوم في ذهنية الشعب، وخلق فوبيا في «لا وعيه» من أصل الحراك النقدي بعد ربطه كمفهوم في الذهنية العامة بالدلالات الشيطانية التي صنعتها هذه القوى التسلطية عبادة الهوى والسلطة والمال.
• طرح مشاريع تنمية توهم الشعب بسعي النظام للتطوير، من خلال إنجاز مسارح أو بعض الطرق أو مجمعات ترفيهية، أو مشاريع تجارية هي في واقع الأمر وسيلة ملتفة على مدخول الفرد لينفقه في هذه المشاريع التي يتم إنجازها بسرعة قياسية، مع إيهام الشعب بأنها مشاريع نهضوية، وهي في واقعها مشاريع تنفيعية للنافذين في الدولة، بينما لا وجود لتنمية حقيقية، بل مجرد فقاعات ينشغل بها الشعب.
• العمل على تكريس الحالة الانفعالية في التفكير، وطمس معالم التفكير العقلي المتزن، وهذا من خلال مناهج التعليم وإبراز العصبيات بكافة أشكالها.
• العمل على خلق شبكة علاقات إما مع المتنفذين في السلطة، وإما مع القوى والمراكز القبلية أو المالية وحتى مع قوى ودول إقليمية، وبذلك تضمن تحقيق حاجياتها الخاصة مقابل مجموعة تنازلات، أو مقابل أمور يطلبها منهم الذين يتحالفون معهم.
• الدفع ببعض أفرادهم للنفاذ في جسد السلطة ليصبح لديهم نفوذ يمكنهم من تحقيق ما يريدون عن طريق هؤلاء الأفراد من خلال علاقاتهم النافذة التي شكلوها من خلال مواقعهم في السلطة.
• المصاهرة وخلق شبكة أنساب مع بعضهم البعض، ومع كل مَن يرون فيه منفعة في بلوغ غايتهم، ثم استغلال المصاهرة في تحقيق نفوذ معين أو مطالب معينة تمكنهم من تحقيق نفوذ فاعل في السلطة، ومحقق لمطالب المجموعة.