محمد محسن الجوهري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
محمد محسن الجوهري
"إياكم ودراسة الإنجليزية فإنها تورِث النفاق"
في اليمن وفلسطين.. منصات مشبوهة تحت يافطة \"الإعلام المستقل\"
مقدمات غربية تُمَهِّد لاغتيال محمد بن سلمان
العمليات الاستشهادية تقوِّض الكيان من الأسفل
تحركات إسرائيلية مكشوفة في اليمن
مرحباً بذكرى المولد الشريف وموسم تجديد البيعة لرسول الله
الإمارات بؤرة لتصدير "جدري القردة"
الصراع مع الكيان لا ينتهي برد أو اثنين
أمريكا تُقر بفشل بحريتها وتستجدي حلفاءها للمساعدة
الإسلام كما عرفناه من السيِّد حسين
الإسلام كما عرفناه من السيِّد حسين

بحث

  
"القوة مقابل القوة والإرهاب مقابل الإرهاب"
بقلم/ محمد محسن الجوهري
نشر منذ: 4 أشهر و 7 أيام
الأربعاء 14 أغسطس-آب 2024 07:22 م



بعد 400 سنة من الاحتلال الإنجليزي لإيرلندا، وتسببه بإبادة أكثر من ثلث سكانها وتهجير ثلثاً آخر، وجد الشعب الإيرلندي في الحرب العالمية الأولى فرصته للتخلص من الحكم الإنجليزي المجرم، وبدأ ثورته المسلحة وتأسيس نواة "الجيش الجمهوري الإيرلندي"، والذي نجح في عامه الأول بتدمير 700 موقع للقوات البريطانية على الجزيرة، معتمدين على أسلوب حرب العصابات بسبب الفارق الكبير في العتاد والإمكانات.

ومع دخول العام 1919، بلغ عدد أفراد الجيش الإيرلندي نحو 100 ألف مقاتل، بينهم عشرون ألف امرأة، وهذا الرقم يعكس حجم السخط الشعبي في البلاد، جراء القمع العرقي والطائفي الذي مارسه الإنجليز ضدهم لمئات السنين، وكان سبباً في هلاك معظم سكان إيرلندا.

ورداً على انتصارات الشعب الإيرلندي، أعلن وزير الحربية الإنجليزي "وينستون تشيرشل" (رئيس الوزراء لاحقاً) استراتيجية أسماها: "القوة مقابل القوة والإرهاب مقابل الإرهاب"، بعد تأسيسه لقوة عسكرية شارك جميع أفرادها في الحرب العالمية، وكلف تلك القوة بقتل وتعذيب أكبر عدد ممكن من الإيرلنديين لخلق هزيمة نفسية قد تردعهم عن المطالبة بالاستقلال والحرية.

ونجحت تلك القوة في ارتكاب مجازر مروعة بحق الشعب الإيرلندي حيث تحولت شوارعها إلى ساحات إعدام ممتلئة بالجثث المتناثرة، إلا أنها فشلت في كبح طموحه نحو الحرية، بل عمق القمعُ الإنجليزي العداء مع الإيرلنديين، وزاد من قناعتهم بوجوب التخلص من الاحتلال مهما كانت الخسائر، وهنا تدخلت كل فئات الشعب في الانتفاضة الشعبية، وعم الإضراب كل المؤسسات المدنية، تحت شعار (نحن أمة إيرلندية) رداً على محاولات بريطانيا الدائمة لفرض هويتها الدينية والثقافية على إيرلندا.

وخلال تلك المرحلة، نجح الكاتب المسرحي الإيرلندي الشهير (تيرينس جيمس ماكسويني Terence James MacSwiney) في لفت أنظار العالم إلى النضال الإيرلندي ضد الإنجليز، ما أثار تضامناً واسعاً مع القضية الإيرلندية، وتسبب بالمزيد من السخط ضد السياسات البريطانية، والتي لجأت إلى اعتقال ماكسويني، وتعذيبه حتى الموت، ليتحول إلى أيقونة للكفاح ضد التاج البريطاني في معظم مستعمراته، بما فيها الهند حيث أُعجب المهاتما غاندي بتجربته، وألهمته ليكون ماكسويني آخر في بلده.

وأصبحت مقولته الشهيرة "موتي سيضر الإمبراطورية البريطانية أكثر من حياتي" مكتوبةً على كل حائطٍ في إيرلندا وسائر المستعمرات البريطانية، وألهمت الشعوب لاستعادة حريتهم وأوطانهم من الإنجليز دونما مبالاة بالموت ووسائل التعذيب.

وفي عام 1922، خضعت بريطانيا لرغبة الشعب الإيرلندي، ووقعت مع الثوار "المعاهدة الإنجليزية الأيرلندية" والتي اعترفت فيها بقيام الجمهورية الإيرلندية الحرة، ورحيل الإنجليز إلى الأبد عن الأرض الإيرلندية، بعد احتلال دام قرابة 400 سنة، سعت فيها بريطانيا إلى فرض احتلال شامل على جميع المستويات ثقافياً ودينياً، ولم يتبق خلالها للإيرلنديين إلا أقل من 14% من أرضهم خلال تلك الحقبة.

ولذلك نجد الشعب الإيرلندي يتضامن اليوم مع الشعب الفلسطيني، ويرى أن مأساة العرب هناك هي استنساخ لمأساتهم، وأن الإنجليز يقفون وراء تسليم أرضهم لليهود، والدفاع عنهم بكل الوسائل، إضافة إلى مساعي إبادة الشعب الفلسطيني بالقتل والتهجير.

وكما نجح الإيرلنديين في تحرير أرضهم منتصرين على استراتيجة "القوة مقابل القوة والإرهاب مقابل الإرهاب، فإن الشعب الفلسطيني العربي المسلم سينجح في تحرير أرضه بالقوة، ومهما كانت التضحيات، وفي النموذج الإيرلندي الكثير من الدروس والعبر، ليس للعرب وحدهم، بل لليهود المحتلين، كون ما ينتظرهم في أرض فلسطين سيفوق معاناة الإنجليز في إيرلندا، والقادم أسوأ إذا أصروا على البقاء فيها.

*نقلا عن : السياسية

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالعزيز الحزي
غياب الموقف العربي والإسلامي الفاعل لنصرة قطاع غزة
عبدالعزيز الحزي
رشيد الحداد
تصعيد متجدّد في البحر الأحمر: صنعاء تكمن لسفن مشبوهة
رشيد الحداد
أحمد داوود
الحكومة في أول المشوار.. فرص متاحة للتغيير والبناء
أحمد داوود
أنس القاضي
حول التغيير الجذري وطبيعة ومهام الحكومة الجديدة
أنس القاضي
عبدالحافظ معجب
الشعب وحكومة التغيير والبناء..ما بين التثبيط والتربص والنقد
عبدالحافظ معجب
مجاهد الصريمي
الأرضية الصلبة للتغيير
مجاهد الصريمي
المزيد