نجح ‏الطوفان المبارك في وقت مبكّر في تعرية الواقع المزيّف، وكشف حقائق لم يسبق أن كُشفت بهذا الشكل في التاريخ، ورغم ذلك يبدو أن معظم تلك الحقائق لم تُستوعب بعد.. وأهمها:

- التدمير والقتل لايصنع انتصارا .. وهو ما أكده الصمود الاسطوري لمقاومة صغيرة في جغرافيا ضيقة أمام كل تلك الامكانات العسكرية "الاسرائيلية" ومن ورائها أكبر دعم دولي.. وأمام كل تلك الابادة البشعة..

- ظهور الوجه البشع للصهيونية ذات الشهية الشيطانية للقتل والتدمير وانكشاف كامل لوحشية وحيوانية النظام الليبرالي الصهيوني الذي يحكم العالم ويتحكّم فيه..

- النظام العربي جزء من الصهيونية العالمية.. فالخذلان العربي والصمت والبرود أمام كل تلك البشاعة أمر غير منطقي ولايمكن أن يكون خوفاً أو ضعفا، ويعزز ذلك أن الأمر لم يقف عند هذا بل وصل إلى درجة الدعم للعدو والعمل بجد لمساندته..

- انفصال معظم الأنظمة في كل العالم عن الجماهير، وانكشاف أنها لا تُمثّل الشعوب ،وأن الديموقراطية كذبة، وذلك تجلى في حجم التضامن الجماهيري في كل العالم مع غزة وعدم إصغاء الأنظمة لصوت تلك الجماهير ..

- سقوط أسطورة القوى الكبرى، وظهر أن بالإمكان هزيمتها والتمرد عليها، فالرؤوس الكبرى للصهيونية العالمية عجزت عن حماية سفنها في البحر الأحمر أو حتى إيقاف بل مجرد التأثير على تصاعد الموقف اليمني ..

- أمام أبشع جرائم وأفضع حالة إنسانية وأوضح انتهاكات قانونية وحقوقية في التاريخ، سقطت المؤسسات الاممية وباتت بلا وزن، بل إنها تعرّت بشكلٍ كامل، وتجلّت تبعيتها وملكيتها للوبي الصهيوني ..

- أمام كل ذلك المشهد الذي ليس مُستوعباً بعد .. يبدو أن الوعي الجمعي في معظم الدول العربية لا يزال متبلداً ، وإلا فمن غير المنطقي أن لا تنتفض الشعوب على الأقل رفضاً لأن يحكمها مجندون للصهيونية .

* نقلا عن :قناة الكاتب - تيليجرام