وليد الحسام
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
وليد الحسام
هذي لغاتك..إلى روح الشهيدعبدالكريم الخيواني
صرختي .. الله أكبر
"ماذا بوسعي أن أقول"
والقدسُ والزيتون، والأقصى الحزين
على لسان طفل اليمن:
“حسن الشرفي” روح القصيدة
لَنا أمنٌ وللأعدا خلايا...
يَمَنُ الكرامة
إلى الشهيد الحيِّ الأستاذ :عبدالكريم الخيواني في ذكرى استشهاده
كلُّ ما تحتاجه الأُمّةُ للنهوض

بحث

  
حين يَتَعَرّى الواقع يَفْتَقِدُ التَّأويل ،، ويضيقُ التَّأمُل
بقلم/ وليد الحسام
نشر منذ: 8 سنوات و 4 أشهر و 11 يوماً
الخميس 14 يوليو-تموز 2016 08:49 م



   لمْ يَعُدْ في هذا الواقع _ أَعْني المرحلة الزمنية بأحداثها _ ما يستحق التّأمل ،، كلُّ شيءٍ أصبح سطحياً مبتذلاً أيّ أنه بلا معنى ولايستحق أبسط تأويل أو تفسير ،، على الرغم من أنَّنا في فترةٍ زمنيةٍ تزاحمتْ فيها النظريات المُسَاعِدَةُ على التفٍكير بِعُمقٍ ، والمُعِينَة للإنسان على التّأمل في معاني ودلالات تفاصيل الأشياء وقراءة الفكرة الوحدة مِن أكثر مِن جانب ، لكنْ يبدو أنَّ كلَّ تلك النظريات صارتْ هي الأخرى رُكَاماً من المخلفات التي تُثقل كاهلَ الوعي _رغم بساطته_ دون جدوى أوفائدة منها ، فهي بذلك ستكون أكثر وضاعة وأقلّ قيمة من درجة الوعي .


 قد لا يُصَدّقُ أحدُنا أنّ مستوى التفكير ومحتواه قد وصل إلى مرحلة الفَقْد ؛ إذ بلغ به الأمر _على سبيل المثال _ إلى أنْ تَحايلَ على اللغة ونظرياتها ليُعطي بعض الألفاظ البذيئة قيمة جمالية وأدبية ، وصارتِ الكتابة عند بعض الكُتّاب ترتكز على تلك المفردات التي صارت في وعي الإنسان مفردات تستدعي اشمئزاز الذائقة وتَقَزُّزَها لأنّها أصبحتْ في تصُّور الإنسان مُحَمّلةً بأفكار ودلالات سوداوية مُنَفِّرةٍ بذيئة .

  من يقرأ رواية الحارس في حقل الشوفان ترجمة غالب هلسا يجد أن الكاتب (سالنجر) رَشَّح مصطلحاً أومصطلحين بذيئين للبطل ليكون ذلك اللفظ حاضراً بكثافة في حوارات البطل وكذلك كَثُر تداوله لدى الشخصيات الهامشية ، وربما أراد الكاتب أن يبعد ذلك اللفظ من حالة نفور القارئ ليصبح لفظاً اعتيادياً طبيعيَّ التداول ومُحَسَّن المعنى في ذهن القارئ الذي قد لايستعين بسيميائية المفردة ودلالاتها المخزونة في الذهن مُسبقاً .

  ألمْ أقُلْ لكم أنَّ كلَّ ما هو مطروحٌ بين أيدينا أصبح سهلاً ولايحتاج إلى التَّأمل ؟! وللتوضيح أكثر ..مثلاً : ما يحدث اليوم في الوطن العربيّ من صراعات يعطيها الكثير عند قراءة مضامينها وتفسير حقائقها أكثر من حجم معادلاتها إذْ يمكنني أنْ أُلَخِّصَها في جملةٍ بسيطة لأنَّ ما يحدث لايحتاج تَأمُّلاً أو تأويلاً أوفلسفةً عريضة طويلة .. كل شيء سطحي وعارٍ عن الدلالات العميقة ، فما يحدث ليس أكثر من تركيب جملة فعلية (فاعل + فعل = مفعول به) وما يدعوني إلى السخرية هو أن العرب مفعولٌ به ومقتنعون بهذا الدور في تكوين الجملة الفعلية ، وما يضحكني أن العرب أنفسهم هم الفاعل بالإيعاز الذي يقوم بالفعل المستورد من الآخر ذلك الذي تظهر صورته في نتائج الفعل .

 أشعر بسخطٍ كبير تجاه ما أرى على هذا الواقع المُمِلّ بسبب هشاشة وسطحية تفاصيل ما فيه ، حتى اللغة التي نحتاجها للكتابة عنه لا تُطيق أن تَحمل معانيها إيحاءات تقبل التأويلات ، فاللغة _هذا الكائن المتمرد _ لا تقبل أن تمنح طاقاتها الجمالية والدلالية لهذا الواقعٍ المُتَعَرّي الذي لايكتنز أسراراً خطيرة وعميقة تحتاج إلى اكتشاف.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
فوزي حوامدي
الحروب الدينية التي لاتنتهي لآل سعود
فوزي حوامدي
عبدالله علي صبري
قوة المنطق في أداء الوفد الوطني
عبدالله علي صبري
د.عرفات الرميمة
هم مرتزقة ومقاولة وليسوا أكثر من ذلك
د.عرفات الرميمة
د.عرفات الرميمة
السعودية وأسرائيل : جوارب وحذاء تفصلهما مساحة
د.عرفات الرميمة
أحلام عبدالكافي
هديّة اللّه في العيد
أحلام عبدالكافي
د.أسماء الشهاري
أنتُم عيدُنا
د.أسماء الشهاري
المزيد