على مر التاريخ والممالك والإمبراطوريات تندلع حروب فيما بينها ويكون هناك تحالفات وأخرى مضادة تتصارع وتنتهي أنظمة بالحروب وتأتي غيرها وتُظم مساحات جغرافية الى سلطة اخرى ومثال حي على ذلك ما يحدث في سوريا فالنظام السوري وحزب الله وإيران وروسيا حلف، بينما أمريكا ودول الخليج وإسرائيل حلف يتقاتلون منذ العام 2011م وإلى اليوم في الأراضي السورية.
لكن لم يحدث في التاريخ أن شُنت حرب كبرى على شعب منفرد ليس لديه حليف ولا معين إلا الله سبحانه وتعالى كالحرب التي تُشن على الشعب اليمني العظيم منذ خمسة أعوام برئاسة أمريكا ظاهرياً وإسرائيل خفياً وعضوية بريطانيا وفرنسا وتبعية السعودية والامارات ووو .. الخ بقية الدول التي يطول عدها .
ففي العادة تُشن حروب على دولة ما من قبل دولة أخرى أو عدد من الدول ويكون لدى تلك الدولة أيضاً حلفاء يشاركون في الدفاع عنها مثل سوريا وحلفائها .. الا الجمهورية اليمنية وقفت وحيدة في وجه أعظم وأكبر تحالف على مر التاريخ بالرغم من أن الشعب اليمني يصنف عالمياً ضمن افقر الشعوب وإمكاناته العسكرية بسيطة جدا أبرزها سلاح الكلاشنكوف التقليدي وعلى هذا الاساس حين أعلن تحالف العدوان من واشنطن بدء شن عمليته الإجرامية المسماة عاصفة الحزم في مارس 2015م حددوا لها 14 يوماً كحد اقصى لحسم المعركة لصالحهم .
هذا التحالف الذي يمتلك أكبر ترسانة عسكرية وأحدث الإمكانات وأكثرها فتكا استخدم كل ما في حوزته لضرب اليمن باستثناء السلاح النووي فقط لم يستخدمه أما ما دونه فقد استخدمه وبالإضافة الى جيوش الدول المتحالفة استجلبوا مرتزقة مقاتلين من كل الدول في العالم التي قبلت بأن ترسل مقاتلين وبعض الدول لم نسمع بوجودها من قبل ولا نعرف أنها موجودة أساسا في الخارطة كدولة جزر سليمان التي أرسلت مقاتلين للمشاركة في هذا التحالف -وهذه معلومة مؤكدة- وليس هذا وحسب بل وأيضا فرضوا حصارا شاملا وخانقا وقاتلا على اليمن.
ورغم كل الجرائم والمجازر التي ارتكبوها بحق شعبنا اليمني المظلوم والوحيد وامتداد جغرافية المواجهة البرية التي تزيد عن 2000 كيلو تمتد فيها خطوط التماس والزحوفات والمواجهات الا انه صمد امام هذا التحالف ولم ينكسر ولم يقتصر الأمر على الصمود والدفاع وحسب، بل أيضاً حقق ويحقق انتصارات كبيرة وعظيمة أذهلت العالم بأسره والتي كان آخرها عمليات الطيران المسير يمنية الصنع والتي استهدفت مصفاة أرامكو في بقيق وخريص السعودية مما ادى الى إيقاف نصف الإنتاج السعودي وبذلك غيرت هذه العملية توازن الردع الجوي وقلبت كل المعادلة وحولت اليمن من موقع الصمود والدفاع والتحذير الى موقع الفعل والقوة والانتصار فأصبح صاحب الكلمة الفصل وراعي المبادرة ويتضح ذلك جليا من خلال اللقاءات التي عقدها الوفد الوطني في مسقط من بعد تنفيذ العملية مع وفود وسفراء دول كبرى ذهبت إلى مسقط لعقد لقاءات تهدف إلى إيجاد حل يخرج السعودية من المأزق الذي وضعت نفسها فيه.
وكذلك عملية نصر من الله الميدانية التي حقق فيها أبطال اليمن بمحور نجران انتصارا ميدانيا يفوق أي وصف بل هو مقارب للخيال تعجز الكلمات عن التعبير لعظمة المشهد الذي أذهل العالم اجمع ولا يخطر في بالك وأنت تشاهد العملية إلا شيء واحد هو أن الله معنا وهو ناصرنا لا محالة حيث تم إحراق مئات المدرعات بالولاعات وأسر آلاف المقاتلين واغتنام الكثير من المعدات العسكرية الحديثة بالكلاشنكوف والار بي جي واستعادة مساحة جغرافية شاسعة وشاهد العالم ذلك بالفيديو وهذه العملية غيرت المعادلة الميدانية.
وحين تتابع الإعلام الغربي وما ينشره من تقارير تجده يتحدث مرغما بلغة الإعجاب بالمقاتل اليمني الذي غير كل موازين الحروب وإنشأ مدرسة عسكرية جديدة اساسها الثبات والاستبسال وصُنع المستحيل .
ولهذا الصمود والانتصارات الضخمة العديد من الاسباب أهمها واحدية القيادة الصادقة والشريفة والحرة وارتباط الشعب بها وتسليمه لها .
وعليه ليست مبالغة مطلقاً حين نقول أن الشعب اليمني العظيم واجه ويواجه أعظم معركة على وجه الارض وسيخرج منها منتصرا.