فور سماعها عن حراك دبلوماسي سعودي واتصالات ومشاورات سعودية مع السلطات العراقية والباكستانية من أجل لعب دور الوساطة لدى السلطات الإيرانية للقيام بالضغط على القوى الوطنية في صنعاء للقبول بالتسوية السياسية التي تسعى السعودية لتمريرها ، سارعت أمريكا للإعلان عن إرسال ثلاثة آلاف جندي أمريكي وعدد من الطائرات والمنظومات الدفاعية الأمريكية ، تحت ذريعة مواجهة أي هجمات محتملة على الأراضي السعودية ، حيث تصر السعودية على أن تقحم إيران في الملف اليمني والتعامل معها على أنها الوصية على اليمن واليمنيين ، متناسية بأن ثورة 21سبتمبر قامت من أجل التحرر من الوصاية والتبعية للسعودية خاصة وللخارج عامة ، ولن يقبل الشعب اليمني بالوصاية الخارجية إيرانية كانت أو سعودية أو أمريكية ، رغم أنها تدرك أن القرار اليمني بعد قطع أذرع السعودية في الداخل اليمني بيد اليمنيين أنفسهم ، ولا يمكن لأي قوة أو دولة في العالم أن تملي أوامرها وقراراتها على الشعب اليمني بعد كل هذه التضحيات التي قدمها الشعب في معركة التحرر من الوصاية والاستبداد والغطرسة والاستكبار .
الشعب اليمني اليوم شب عن الطوق ونفض غبار الذل والمهانة ولا يحتاج إلى أوصياء يتحدثون باسمه ، ولا إلى أجانب يقاتلون بالدفاع عن أرضه وعرضه ، ولو كانت السعودية جادة وصادقة في الذهاب نحو التسوية السياسية وايقاف العدوان ورفع الحصار ، لما احتاجت إلى أن تبحث عن وسطاء ، يذهبون للتوسط عند وسطاء آخرين لتحقيق ذلك ، الكرة في ملعبهم ومبادرة الرئيس مهدي المشاط منحتهم الفرصة للقيام بخطوة مماثلة من شأنها التهيئة لتحقيق السلام وايقاف العدوان ورفع الحصار ، دون الحاجة للف والدوران والتظاهر بالرغبة والحرص على السلام في الوقت الذي تذهب نحو التصعيد في جبهات الحدود وضخ الأموال من أجل تسخين الجبهات التي تقوم بتمويلها ودعمها وإسنادها .
فالذي يريد السلام عليه أن يتخذ خطوات داعمة ومحفزة على ذلك ، لا أن يتخذ خطوات تصعيدية ويذهب نحو استجلاب المزيد من المرتزقة الأجانب والمحليين للدفاع عن حدودها والمضي في حماقتها التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا ، كل المؤشرات تؤكد على أن تعزيز تواجد القوات الأمريكية في السعودية في هذا التوقيت بالذات ، وعقب عملية توازن الردع الثانية التي استهدفت مصفاتي بقيق وخريص جاء بناء على طلب السعودية والتي شعرت بالرعب عقب العملية ، وعقب عرض مشاهد عملية نصر من الله ، وهو طلب يتناغم مع الرغبة الأمريكية في الحصول على المزيد من الأموال السعودية ، ومواصلة ابتزاز البقرة الحلوب لتضخ أموالها ونفطها مقابل التأمين والحماية الأمريكية لها .
ونحن في اليمن لا يقلقنا التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة ولا نستغرب من هذه الخطوة ، فنحن ندرك أن أمريكا صاحبة القرار الخاص بشن العدوان ، وهي من تمتلك قرار إيقافه ، وهي أيضا من تحرك السعودية والإمارات وتقحمهما في مغامراتهما داخل المنطقة خدمة لمصالحها وتعزيزا لنفوذها ، وتأمينا للكيان الصهيوني المحتل ، فثقتنا وتوكلنا واعتمادنا على الله جل في علاه ،فمهما بلغت قوة أمريكا فإنها لا تساوي شيئا أمام قوة الله ، السعودي يستقوي بقوة أمريكا ويطلب منها العون والنصر والمدد ، ونحن نستقوي بقوة الله ونطلب منه العون والنصر والمدد ، وكلما جلبت أمريكا من قوات ، كلما زادت نفقاتها والأموال التي تدفعها لأمريكا كجزية مقابل الحماية والتأمين حد زعمهم .
بالمختصر المفيد، من يريد السلام فعليه أن يبادر إلى إبداء حسن النية ، برفع الحظر عن مطار صنعاء ، وميناء الحديدة ووقف إطلاق النار ، ولا حاجة لهم للمناورة والمراوغة ، بهدف خلط الأوراق ، وادعاء المظلومية في حال تعرضها لأي عمليات ردع قادمة ، اليد اليمنية ممدودة للسلام ، واليد الأخرى على الزناد ، وعلى السعودية والإمارات الاختيار بين استمرار الحرب أو تحقيق السلام ، الضرر سيطالهما بصورة مباشرة ، وتداعيات ذلك ستكون كارثية ومدمرة ، لن تنفعهم أمريكا ، ولهم في من سبقهم من طواغيت العرب الذين ارتهنوا لأمريكا العظة والعبرة ، بعد أن تخلت عنهم ، وباعتهم بدون ثمن ، رغم كل ما قدموه لهم من خدمات وتنازلات انبطاحية مخزية ومهينة ومذلة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .