كما كان متوقعاً لم يتغير الحال في عدن عقب التوقيع على المؤامرة السعودية الإماراتية في مدينة جدة السعودية ، فما عُرف بالاتفاق الجنوبي – الجنوبي بين ما يسمى بشرعية حكومة الفنادق الموالية للسعودية ، وبين ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات ، كان عبارة عن مؤامرة الهدف منها تبادل الأدوار في الجنوب بين المحتل الإماراتي والسعودي ، ليظل الجنوب رازحاً تحت نيران المحتلين ،وليظل ورقة يلعب بها السعودي والإماراتي لتحقيق أهدافهما وخدمة وتأمين مصالح أسيادهما من الصهاينة والأمريكان ، بدليل ما عليه الأوضاع اليوم في المحافظات الجنوبية والشرقية التي تقع تحت سلطة الاحتلال وما يسمى بالشرعية الدنبوعية برئاسة الفار هادي .
قالوا إن اتفاقهم المزعوم الذي تم برعاية سعودية ومشاركة إمارتية يهدف إلى توحيد ما أسموه بالجبهة الجنوبية وأن هذا الاتفاق سيعود بالنفع على الجنوب والجنوبيين وأن الوعود البراقة التي أطلقوها غداة دخول قواتهم إليه ، والأحلام الوردية التي تعلَّق وحلم بها أبناء الجنوب في طريقها نحو التحقيق على الأرض ، وأن الجنوبيين سيتنفسون الصعداء بعد معاناة مريرة ، لكن واقع الحال لم يتغير ، حيث زادت الأوضاع الأمنية انفلاتا ، والأوضاع الاقتصادية تدهورا ، والأوضاع السياسية تعقيدا ، وسط مؤشرات خطيرة بانفجار الأوضاع الأمنية هناك في ظل استمرار التحشيد المتواصل من الجانبين ، وفتح الباب على مصراعيه أمام العناصر الداعشية والمليشيات التكفيرية للتوغل في الجنوب وعلى وجه الخصوص في محافظات شبوة وأبين وحضرموت التي يراد لها أن تتحول إلى إمارات داعشية تتولى مهمة تفجير الأوضاع الأمنية في تلكم المحافظات خاصة وفي المحافظات الجنوبية عامة ، لتتحول إلى بؤرة صراع .
حيث يبدو واضحا وجليا أن المخرجات العملية لاتفاق السعودية الخاص بالجنوب ، هو الانتقال من التواجد العسكري والهيمنة السياسية الميدانية السعودية والإماراتية إلى التواجد والسيطرة والهيمنة الداعشية من خلال تسليمها المحافظات الجنوبية النفطية ، وهو ما يمثل الخطر الكبير الذي يتهدد الجنوب والجنوبيين خاصة واليمن واليمنيين عامة ، وخصوصا أننا شاهدنا نماذج حية للمناطق والمحافظات السورية والعراقية التي وقعت تحت سيطرة داعش والنصرة وبقية الجماعات التكفيرية المسنودة أمريكيا وصهيونيا والممولة سعوديا وإماراتيا ، وهو ما يستوجب علينا الحيطة والحذر ، والتنبه إلى هذه المخاطر ، والعمل على إحباط هذه المؤامرة والوقوف صفا واحدا أمامها ، وفي مقدمة ذلك أبناء المحافظات الجنوبية المعنيون قبل غيرهم بالتخلي عن الارتزاق والعمالة للسعودية والإمارات ، والقتال بالنيابة عنهم في جبهات الحدود وفي الجبهات الداخلية ضد أبناء شعبهم ووطنهم ، والعودة للقتال دفاعا عن أرضهم وعرضهم ، والإسهام في شرف تحرير محفظاتهم من دنس الغزاة والمحتلين .
بالمختصر المفيد: السعودية والإمارات تلعبان على ورقة الجنوب من أجل تدميره ونهب خيراته ، والهيمنة عليه وعلى موارده ، وآخر ما تفكران به مصلحة الجنوب والجنوبيين ، ولذا فإن منطق العقل والمنطق يقول إن المصلحة الجنوبية الخاصة التي هي جزء لا يتجزأ من المصلحة اليمنية العامة في وحدتهم وتخندقهم في الصف الجنوبي الوطني ضد مشاريع الهيمنة والاستغلال السعودية والإماراتية ، وعليهم تفادي الانجرار خلف الإغراءات والأكاذيب السعودية الإماراتية المشتركة ، كونها غير ذات فائدة ، ولن تسمن ولن تغني من جوع ، بل ستزيدهم جوعا وفقرا وخرابا ودمارا وتنكيلا .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .