صلاح الشامي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
صلاح الشامي
من حيث لا يعلمون
اليمن يقلب المعادلة
مُجَرّدُ أقنِعة
اليمن.. والتغييرات المضادة..
ما بين كشف شبكة التجسس وفتح الطرق في "تعز" انتصارات في طريق مسيرة التصدي والبناء
خطاب
خطاب "الوفاء ما تغير" عهد الأحرار باقٍ على مواجهة أنظمة الاستكبار
ثقافة الإستشهاد
حوثيون ومن قرح يقرح
عن دور اليمن بعد الهدنة
الخطاب الاستراتيجي للسيد القائد.. خطاب التحدي في ذكرى الشهيد
الخطاب الاستراتيجي للسيد القائد.. خطاب التحدي في ذكرى الشهيد

بحث

  
في يوم الطفولة .. منظمات لا إنسانية يطعمون أطفالهم لحوم أطفال اليمن
بقلم/ صلاح الشامي
نشر منذ: 5 سنوات و أسبوعين و يومين
الأحد 01 ديسمبر-كانون الأول 2019 07:31 م


كلما أمعن النظام السعودي وتحالف العدوان في عنجهيته، وتطاول في غيه، أغلق على نفسه دائرة الحِلم، وأسرع بها إلى هاوية السقوط .. وسيجد أن كل أعماله الهمجية صارت يداً عملاقة تخنقه، فلا يستطيع الفكاك منها.

لم يندمل جرح اليمن بفاجعة الطفلة (بثينة)، حتى طال عشرات الأطفال مثل بثينة، يمثل كل منهم الناجي الوحيد من أسرة قضت بالكامل، نتيجة الحقد الأسود لطيران العدوان، وجنونه الهستيري.

موجات التسونامي العديدة لقصف المدنيين لا تعبر إلا عن فقر كبير في بنك أهداف العدوان، يعوضه بقصف المدنيين، والمهم أن عجلة شراء الأسلحة من الأمريكان لا تزال تدور، وذلك سيرضي السادة الأمريكان، ولو على حساب إنسانية وشرف من لا شرف لهم من الأعراب ولا إنسانية، خاصة ودماءُ الطفولة تخضب لحاهم بالعار الأسود – لو كانوا يدركون بعض الأعراف – فقد خبطتهم جاهلية أعظم مما خبطت أجدادهم من كفار قريش.

يوم عالمي للطفولة، وطفولة اليمن المنتهكة والمقتولة والميتّمة تشكل الغالبية العظمى من “معاناة الأطفال عالمياً بسبب الحروب” في الوقت الراهن على الأقل .. ورغم ذلك تستخدم، كعناوين فقط، في اجتماعات المنظمات، وكعناوين لمقالات وتقارير صحفية وتلفزيونية، دون أن يتخذ إجراء واحد لإيقاف حرب تجاوزت أيامها 1700 يوم، سقط خلالها أكثر من 7500 طفل يمني بين قتيل وجريح – وفق تقارير وإحصاءات رسمية ومعترف بها دولياً ..

1700 يوم عانى خلالها البقية الباقية من أطفال اليمن – من الحرب والحصار – معاناة لا يتحمل أدناها وطأةً، أشدُّ أطفالهم جَلَداً، وأصلبُهم عوداً، ولكنهم برغم ذلك يُطعمون أطفالهم من الأموال التي يستلمونها كمكافآت وأجور لحضورهم تلك الاجتماعات، وكتاباتهم تلك التقارير، والاكتفاء بها، بمعنى أنهم يطعمون أطفالهم لحوم أطفال اليمن.

المنظمات (اللا إنسانية) تتغذى على دماء أطفال اليمن ومعاناتهم، فموظفوها يتسلمون الرواتب الطائلة، ويعيشون كالملوك في أوساط يتآكلها الفقر والجوع والمرض بسبب قصف الطيران الذي يستهدف – بإصرار وترصد – المدنيين في بيوتهم ومزارعهم وفي سياراتهم وشاحناتهم، وبسبب الحصار الذي خنق كل معنىً للحياة، فأصبح كل حلم بالكفاف كهشيم تذروه الرياح .. وهؤلاء مندوبو المنظمات التي تعمل في اليمن لا يخرجون المساعدات العينية إلا وقد تآكلها العفن، ويشهدون بأنفسهم عمليات إتلافها بعد أن فسدت وخرجت عن صلاحية الاستهلاك البشري، وما تأخرت في مخازنهم إلا – ربما – بعدما كسدت.

10 % فقط من المنح المالية تصل مبعثرة هنا وهناك، وفق عمل ( إبن مِهرة ولا مُتَعلِّمْ سنة ) لكي تضيع التسعين 90 % منها في نفقات أخرى، خاصة والأجانب يعرفون خطر التنقل في أجواء الحرب، وبدل مخاطر، ومصاريف نقل، ونفقات تشغيلية، …، و هَلُمَّ جَرَّا …،

وضاعت فلوسك يا صابر، وضاعت الطفولة في دهاليز الأروقة، وضاعت المسؤولية في ( أوراق البنك نوت )، وخاصة بالعملة الأجنبية، ( الدولاااار ) وما أدراك ما الدولار.

الدولار أن تَمُرَّ بأكياس بلاستيكية بيضاء ناصعة البياض ( غير شفافة طبعاً ) مليئةً بالهامبورجر والكنتاكي ولحوم محمرة شيبانية الطهو، وأشياء (راااقية) أخرى، تشتريها من أرقى سوبر ماركت في الحي أو الشارع المقابل، وتمر بذلك كله أمام أعين أسرة تفترش الشارع بأطفالها في فصل البرد وبين المطر الذي يرعد الأطراف، دون أن يَرِفَّ لك طَرْفٌ، أو تنتبه إليهم بِطَرَفْ، بل تَعْبُرُ في تَباهٍ، وكأنك أنجزتَ ( مالم تستطعهُ الأوائلُ )، بينما هذه الدولارات وهذه المؤن التي في الأكياس كانت تخص أفراد هذه الأسرة، أنت سرقتها منهم، وتمر من أمامهم منتفشاً كبالون يوشك أن ينفجر.

الدولار أن تبيع الطفولة، أن تأكل على حساب شرفك وكرامتك وأمتك، أن تبيع كل مُقَدَّسٍ مقابل متعة زائلة، ولعناتٍ أبدية، ولا شيء في الحالتين، سوى الخسران… الخسران المبين.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
زين العابدين عثمان
«وإن عدتم عدنا» الأهمية والتوقيت والأبعاد
زين العابدين عثمان
عبدالمجيد التركي
الطب الحلال
عبدالمجيد التركي
مطهر يحيى شرف الدين
الأَسرَى المُحررُون.. أَرواحُهم أبيَّة وملامِحهُم حيَدريَّة
مطهر يحيى شرف الدين
عبدالكريم محمد الوشلي
الشيطان الأكبر..والأكذب
عبدالكريم محمد الوشلي
إبراهيم الوادعي
ثلاث فرص للاستقلال أضاعها الجنوب في تاريخه الحديث
إبراهيم الوادعي
عبدالفتاح علي البنوس
عيد الجلاء واحتفال العملاء
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد