مخطئ من يفكر أن عاصفة الحزم والعدوان على اليمن غير مرتبط بالتهيئة لصفقة القرن، فالأحداث التي شهدتها منطقتنا العربية منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، مروراً بالاحتلال الأمريكي للعراق، والعدوان الإسرائيلي على لبنان، والعدوان السعودي على اليمن، والعدوان الإسرائيلي على غزة، والعدوان الأمريكي الصهيوني على سوريا، والحصار والعقوبات الاقتصادية على إيران، وصولاً إلى اغتيال شهيد القدس اللواء قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس، والثورات الملونة التي انطلقت في العام 2011 ولازالت مستمرة حتى يومنا هذا، كلها مشروع واحد ومتكامل لتصفية القضية الفلسطينية، تخطط له المنظمة الصهيونية العالمية وتنفذه السياسات والإدارات الأمريكية المتعاقبة من «جورج بوش الابن» إلى «المعتوه» ترامب.
كل تلك الأحداث كانت بمثابة اختبار للأمة الإسلامية ومدى صمودها وتمسكها بالقضية الفلسطينية، اجتازته دول المقاومة وسقطت فيه دول التطبيع، حتى وصلنا إلى المرحلة ما قبل النهائية، وفيها أصبح الفرز واضحاً لفريقين اثنين لا يوجد بينهما طرف ثالث، الفريق الأول أصحاب الحق المتمسكون بحقهم وهم من كسر شوكة الصهيوأمريكية في فلسطين وسوريا والعراق واليمن ولبنان وإيران، والفريق الثاني الذين التحقوا بقطار التطبيع في السعودية والإمارات والبحرين وعُمان ومن معهم.
اليمن التي خصصت لها الصهيوأمريكية حرباً وعدواناً وحصاراً لتحييدها وتجنب دورها في المستقبل القريب وفي مرحلة الصراع المباشر، أفشلت كل المخططات واتخذت موقف المدافع عن فلسطين والأمة الإسلامية وحتى عن أعدائها، ولا يستطيع أحد أن ينكر محورية دور اليمن وصموده بوجه تحالف العدوان في إفشال صفقة القرن، وما يحاك للمنطقة من مخططات.الفشل السعودي في تحقيق أي انتصار سياسي أو عسكري منذ 5 أعوام شكل عاملا من عوامل إفشال صفقة القرن، وقالها سيد المقاومة السيد حسن نصر الله في أحد خطاباته إنه وببركة شهداء وتضحية ومقاومة اليمن أصبح ولي العهد السعودي عاجزاً عن دعم صفقة القرن، بل بحاجة إلى من يدعمه.
من عملية «وإن عدتم عدنا»، إلى عملية «نصر من الله»، وعملية «البنيان المرصوص»، وكل عمليات الجيش واللجان الشعبية تمثل ضربات موجعة للإدارة الأمريكية التي تسعى جاهدة لاستكمال الصفقة وتنفيذ الخطة، وتأتي الانتصارات اليمنية لإعاقة الدور السعودي المنشود في الصفقة.
اليمن الذي أعلن موقفاً واضحاً من القضية الفلسطينية، وأعلن قائد الثورة السيد القائد عبدالملك الحوثي، استعداد اليمنيين للقتال في صفوف المقاومة في المواجهة مع الصهاينة، وهدد بضرب المصالح الإسرائيلية، يهدي فلسطين والقدس انتصاراً جديداً اسمه «البنيان المرصوص»، هُزم فيه العدو الصهيوني الذي يرتدي العقال ويسمي نفسه العربية السعودية.
* نقلا عن #لا_ميديا