بعيدا عن الأرقام التي تتغنى بها المنظمات الدولية المهتمة بالإنسان وصحته والطفل والمرأة، بعيدا عن الأرقام التي تستغلها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي وغيرها في استعطاف قلوب دول العالم الأول، وأولئك المتخمين من دول العالم الثالث كالسعودية والإمارات وغيرهما من دول الخليج.
القطاع الصحي في اليمن يعاني الأمرين والعالم أجمع -إلا ما ندر- يغمض عينيه عما يدور في اليمن من انتهاكات وقتل وتشريد واستهداف للإنسان وبنيته التحتية من قبل قوى تحالف العدوان الذي تقوده قوى الاستكبار أمريكا وبريطانيا وعملاؤهم في المنطقة النظامان السعودي والإماراتي.. وكأن على رؤوسهم الطير الجارحة تأكل من جماجمهم البصيرة والإنسانية.. حتى أصبحوا منزوعي الرحمة لا يمتلكون أية مبادئ من المبادئ الإنسانية التي فطر الله الناس عليها.
وزارة الصحة في اليمن تواجه كثيراً من التحديات والصعوبات أبرز هذه التحديات هي تغاضي المنظمات الدولية تجاه الوضع الإنساني والصحي المتردي والذي يزداد سوءا يوما بعد يوم.. وما تقوم به الوزارة من دور كبير جدا رغم الإمكانات المحدودة التي تمتلكها مقارنة بإمكانات وقدرات منظمة الصحة العالمية.
المجلس الأعلى لتنسيق العمل الإنساني، هو أيضا ما يقوم به من ضغط على المنظمات العالمية العاملة في اليمن مثل برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية وهاتان المنظمتان مرتبطتان بالأمم المتحدة، هو في الاتجاه الصحيح، والمتابع لما يقوم به برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية سيجد أن البرامج التي ينفذها البرنامج والمنظمة لا ترقى إلى أن تكون إلا وسيلة من وسائل جمع الأموال وصرفها بنسبة تتجاوز 90% في غير مكانها الصحيح.
وزارة الصحة والمجلس الأعلى لتنسيق العمل الإنساني هما قطبا مواجهة لوبي الفساد الذي يحوم في الأجواء اليمنية تحت مسمى برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية.. فقد استطاعت الوزارة الضغط باتجاه توفير ما أمكنها من أدوية ومستلزمات طبية ووسائل نقل، كذلك هو نفس الحال للمجلس الأعلى لتنسيق العمل الإنساني مع برنامج الغذاء العالمي وغيره من المنظمات.
طبعا المنظمات الدولية العاملة في اليمن اشتهرت بالفساد بشتى أنواعه ليس المالي والإداري فقط، وإنما طال فسادهم إلى المواد الغذائية والأدوية التي يدخلونها إلى اليمن ويوزعوها على المستهدفين في الداخل وهي فاسدة ومنتهية..
السؤال الذي يتكرر دائما: ما هذا الاستهتار بأرواح الأبرياء المستضعفين، وما هذا التغافل الدولي عن الجرائم التي ترتكب في حق الإنسان اليمني تحت غطاء إنساني.