د.أسماء الشهاري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
د.أسماء الشهاري
سلامٌ إلى قبلة التضحيات..
غزة بين الصهاينة والمتصهينيين
على طريق الأقصى
مجازر الصهيونية تؤكد هزيمتها المدوية
طوفان الأقصى. فجرُ الانتصار
عاش الأحرار.. ولُعِنَ الأفَّاكون
كما عاد الأسرى سيعود المسرى
شكراً أمريكا..!!
حيَّ على خير اليمن
عندما تتجزأُ الإنسانية

بحث

  
عاشقة الجبال
بقلم/ د.أسماء الشهاري
نشر منذ: 8 سنوات و شهرين و 29 يوماً
الثلاثاء 23 أغسطس-آب 2016 12:14 م




في حصة التعبير أتاحت المعلمة الفرصة للطالبات بأن يقفنّ و يتحدثنّ عن الطبيعة و أن تختار كل واحدة منهن موضوع و تتكلم عنه أمام الطالبات فيما كانت هي تجلس بينهن و تستمع لكلامهن الجميل،كانت المواضيع متعددة و جميلة..و كان التفاعل مع المواضيع رائع و يجد تشجيعاً كبيراً من قبل المعلمة و طالبات الصف، حتى جاء دور سلوى لتتحدث عن الموضوع الذي اختارته.. 

وقفت سلوى و قالت :إنَّ الموضوع الذي اخترته هو "جبال مدينتي" 
ضحكت طالبات الصف و خاصةً صديقات سلوى فقد كانت تتحدث أمامهن بشكل مستمِر عن الجبال و حبها لها، احمّر وجه سلوى و شعرت بالخجل من ضحك زميلاتها، و كانت تسمع بعض التمتمة منهن، فواحدة تقول إنَّ جبال المدينة عبارة عن صخور و أحجار عادية حتى أنها ليست خضراء اللون، و أخرى تهمس_لقد كان حديثي عن السماء شيق و جميل فالسماء زرقاء واسعة و جميلة........ وقفت المعلمة و طلبت منهن الهدوء و أخبرت سلوى أن تُكمِل حديثها.. 

قالت سلوى: أعرِف أن صديقاتي يعتبنَّ عليّ حديثي الدائم عن الجبال خاصةً عندما نمشي سويّاً و يرتسم أمام ناظري ذلك الجبل الشامخ الأشم الجميل فتظل عيناي تُحدِّقان بِه و تسافِران في انحنائاته و تفاصيله و شموخه و هو يُعانِق السماء و كم يبدوا مهيباً.. و أجِد نفسي أُحدِثهُنَّ عنه في كُل مره.. 

أعرف أن جبال مدينتي ليست مُخضرّة و أعرف أنها لا تلفت انتباه الكثيرين إلا أنَّ صديقاتي يُخبرنني أنهنّ يتذكرنني كلما رأوا تلك الجبال و كأنّ وجهي يرتسم باسماً أمام الجبل.. 

في الحقيقة أني كنت أحب جبال المدينة لكني اليوم أحبها أكثر بكثير و قد زاد تعلقي بها عمَّا قبل.. 

إني أرى الجبال كبيرة و عظيمة و شامخة و تدل على عظمة الخالق الذي أتقن كل شيء.. كما أنها مزخرفة و فيها نتوءات و كأنّها منحوتة كلوحة فنية بديعة و خلّابة.. و إضافةً إلى جمالها و بهائها فقد كانت هذه الجبال منذ قديم الزمن هي الحارس لمدينتي.. 
بدت علامات الإستغراب على وجوه الطالبات! 
أطرقت سلوى :نعم يا عزيزاتي، فهذه الجبال شكّلت منذ قِدم التاريخ تضاريس صعبة وعرة و قاسية على كل الأعداء و المحتلين الذين كانوا يحاولون احتلال المدينة و الإعتداء عليها.. و كانت نعم الصديق لأهل مدينتنا و كانت تمنحهم من بأسها و قوتها في دحر كل من تسول له نفسه أن يمس المدينة أو أهلها بسوء.. ً

إنّ هذه الجبال تشعر كما نشعر و تتنفس الحرية و العزة والكرامة كما نتنفسها ولا يمكن أن تساوم عليها.. كما أنها تتبادل مشاعر العز و الحرية مع الرجال الأحرار الذين يتخذونها ملاذا و حِصناً ضد الغزاة و المحتلين.. و تشعر و كأنَّ هؤلاء الرجال جِبالاً أخرى يعتلونها.. حتى أنها أحياناً لا تدري هل تمدّهُم من قوتها أم أنهم هم من يزيدونها قوة و صمود!! و تشعر ًأنها حتى لو تزحزت من مكانها أو زالت فإنهم لن يزولوا.. 

و ما زاد من حبي و تعلقي بها هو العدوان الأخير على بلدي و مدينتي فلكم حمتنا هذه الجبال الشاهقة التي تحيط بمدينتنا من كل الجهات و شكّلت هي و رجالنا الأبطال سداً منيعاً و عيناً حارسة بفضل الله تعالى.. 
ألم ترين كيف أنها كانت كأم حانية لنا تتحمل الضربات القاسية و الموجعة من قبل أعداء الله ليل نهار دون أن تتذمر و تتلقفها بصدرها و نحن نسمع مدى قوة تلك الضربات و عنفها كأنَّها تقول لنا لا تهنوا ولا تحزنوا و تعلموا مني الصبر و الشموخ ولا تركعوا لغير الله العزيز القهار.. 

نعم.. كم أعشق جبال مدينتي و أثِّق أنكنّ بعد اليوم ستحببنها أكثر مني.. 

أنهت سلوى حديثها.. و وقفت المعلمة و الطالبات يصفقنّ لها بحرارة و يبدينّ إعجابهن بـ "عاشقة الجبال". 


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
د.أسماء الشهاري
بهجة و تسامح
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
رغم الجراح.. اللقاء عند القدس
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
الحمدلله أننا في اليمن...
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
ليلى و البحر
د.أسماء الشهاري
زينب عبدالوهاب الشهاري
عهد الوفاء
زينب عبدالوهاب الشهاري
زينب عبدالوهاب الشهاري
غياث
زينب عبدالوهاب الشهاري
المزيد