د.أسماء الشهاري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
د.أسماء الشهاري
سلامٌ إلى قبلة التضحيات..
غزة بين الصهاينة والمتصهينيين
على طريق الأقصى
مجازر الصهيونية تؤكد هزيمتها المدوية
طوفان الأقصى. فجرُ الانتصار
عاش الأحرار.. ولُعِنَ الأفَّاكون
كما عاد الأسرى سيعود المسرى
شكراً أمريكا..!!
حيَّ على خير اليمن
عندما تتجزأُ الإنسانية

بحث

  
بهجة و تسامح
بقلم/ د.أسماء الشهاري
نشر منذ: 8 سنوات و 3 أشهر و يوم واحد
الثلاثاء 23 أغسطس-آب 2016 07:44 م



صعدا على نفس الحافلة لتقلهما إلى نفس المكان و لنفس الغاية.

عدة أشهر مضت على حديثهما آخر مرة على الرغم من علاقتهما القوية و صداقتهما القديمة فهما جيران من سنوات طويلة، لكن بعد أن حدثت بينهما مشادة كلامية سياسية قطع كل منهما الآخر.

التقت عيناهما. لكن قلوبهما لم تتصافح بعد.
كانت الحماسة تغمر كل من في الحافلة و الوجوه تكسوها ابتسامات متلألئة. كيف لا. و الجميع يتجهون ليحضروا أكبر عرس و أعظم فرحة لم يشهدوا لها مثيلاً من قبل.

 قال أحدهم و بصوت مرتفع: "هذا أسعد يوم في حياتي".
 في نفس الحافلة كانت هناك امرأة مسنة مقعدة، و رجل آخر قد بترت قدماه، لكن ذلك لم يمنعهم و غيرهم الكثير من حضور ذاك الاجتماع التاريخي الذي لا يقدر أن يتغيب عنه من قلبه ملئ بالحب و الإيمان.

هما فقط كانا يشعران بغصة تكدر صفو تلك الفرحة الغامرة. 

وصل الجميع إلى المكان المنشود والهدف المقصود.
 كان الجميع يمشون فراداً و زمراً تسابقهم قلوبهم في الخطوات، وتهتف أرواحهم بالشعارات وتدمع أعينهم بالعبرات.

صدفة أيضاً كانا يقفان بالقرب من بعضيهما. لكن كل واحد فيهما كان يحاول أن يتجاهل نظرات الآخر.

كانت الفرحة غامرة و البهجة عامرة. فجأة أيضاً لم يشعرا إلا وهما الاثنان ضمن دائرة كبيرة ترقص طرباً وتتمايل فرحاً؛ الضحكات العالية تزين كل الوجوه، وكانت الأرواح تتعانق والقلوب تتصافح لكنهما لا يزالان يشعران بألم في نفسيهما وسط كل تلك الفرحة.

كان الجميع يتصرف بتلقائية واندفاع كبير من فيض تلك المشاعر التي تتزاحم في النفوس.
 وجد أحدهما عموداً مرتفعاً فتسلقه دون أن يشعر؛ لكي يرفع الراية التي بيده عالياً حتى لا تعلو عليها راية أبداً.
 تزحلقت يده و كاد أن يسقط لولا يد من الأعلى رفعته.

 رفع رأسه ليتفاجأ بأنه هو ذاك الشخص؛ جاره و صديقه القديم. وصلا للأعلى و دون شعور منهما تعانقا و كل واحد يطلب السماح من الآخر.
 قال أحدهما: "هذا هو يوم عيد أمنا، لا يمكن لنا أن نجعلها تتألم في هذا العرس الجماهيري التاريخي بسبب خلافنا"، و قال الآخر: انظر إلى الأسفل يالها من أمواج بشرية هادرة، تكسوها الهيبة و الوقار و يتنافس في رسمها الصغار والكبار، كأنها أمواج متدفقة؛ موجة من الألم تعلوها موجة من الأمل، و موجة من الصبر تعلوها موجة من النصر. 

ما أعذب نسيم هذا الهواء، ليتني أستطيع أن أملأها في قوارير لأتعطر من شذاها.
هي الهوى و هي المصير، و بيديهما مسكا راية واحدة و رفعاها للأعلى سوياً، و كانا يشعران أن سعادتهما لا تعدلها سعادة أحد من الحاضرين جميعاً، و اعتلت أرواحهما مغردة مع كل الأرواح و مصافحة لكل القلوب.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
د.أسماء الشهاري
رغم الجراح.. اللقاء عند القدس
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
الحمدلله أننا في اليمن...
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
من زرع الخوف حتى في بيوت الله
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
عاشقة الجبال
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
ليلى و البحر
د.أسماء الشهاري
زينب عبدالوهاب الشهاري
عهد الوفاء
زينب عبدالوهاب الشهاري
المزيد