«الملك سلمان يوجه بعلاج جميع مرضى كورونا، سواء المواطنين أو المقيمين أو المخالفين لنظام الإقامة، بالمجان، من مبدأ الإنسانية». يا عيني على الإنسانية.
هذا ما تفوَّه به، قبل أيام، وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة، الذي ختم تصريحه بقوله: حتى الآن لم يتم الوصول إلى علاج يقضي على كورونا، خاصة أن كورونا به تحديات كثيرة ومن الصعب التنبؤ بما سيحدث في المستقبل.
ليس هناك علاج أصلاً حتى يوجه سلمان بتوزيعه مجاناً.. وما أقبح كلمة «مجاناً» في هذا الموضع.
يصرفون الوهم لشعوبهم، ويجعلونهم يسبحون بحمدهم، إلى حد أن هذا الخبر تصدر «تويتر» قبل أيام. وأطلقوا عليه «ملك الإنسانية»، وكان هناك وعاظ وكتاب وإعلاميون سعوديون يختمون تغريداتهم حول موضوع توزيع علاج كورونا، بهاشتاغ: ارفع رأسك أنت سعودي.
والسؤال الموجع هو: ما الذي سيجعلك ترفع رأسك وأنت في وطن كالسعودية؟
مازالت الدول العظمى غارقة حتى شحمة أذنها في ما يخص علاج كورونا، وسلمان يوجه بصرف العلاج مجاناً؟ .
ربما إن السعودية لديها علماء ومفكرون وأطباء أكثر وأكفأ وأمهر من أطباء الصين وأمريكا وبريطانيا وكوبا، لأن السعودية تؤهل شعبها وتبني لهم مراكز دراسات وبحوث في كل حارة، وتعطيهم منحاً للتفرغ العلمي، وأصبح نصف شعبها مخترعين وباحثين وأطباء.. أما الجهل الموجود وشربهم لبول الإبل وصرفهم الملايين من أجل سباق الهجن وملاحقة الضب في الصحراء، فليس سوى إشاعات مغرضة ضد هذا البلد الذي احتل المرتبة الأولى علمياً وطبياً وإنسانياً.
آخر الأخبار أن ملك الإنسانية الذي وجه بصرف علاج كورونا «مجاناً»، أصبح معزولاً هو وولي عهده في جزيرة على البحر الأحمر، بالقرب من جدة، وكل واحد منهما معزول لوحده، خوفاً من كورونا الذي أصاب 150 أميراً من بني سعود.. أليس الأولى به أن يستخدم هو هذا العلاج أولاً قبل أن يوجه بتوزيعه لكل المواطنين والمقيمين والمخالفين «مجاناً»؟
وحين يقول: «مجاناً» فهذا يدل على تفكيرهم البعيد عن الإنسانية.. لكنه معذور، لأنه لا يعرف الإنسانية، ولا يعرف أن الدول المحترمة تمنح مواطنيها آلاف الدولارات من أجل البقاء في بيوتهم كي لا يحتاجوا شيئاً، وكي لا يتفشى هذا المرض، وأن الجمعيات والتجار والمنظمات والحكومات تتنافس على توفير كل احتياجات مواطنيها في الحجر المنزلي، وتضع أمام أبواب بيوتهم صناديق مليئة بالغذاء والخبز والفواكه والخضروات.
حين أقرأ في «تويتر» عبارة «ملك الإنسانية» أتذكر صحيفة «ديلي نيوز» الأمريكية في 2017م، حين نشرت صورة لسلمان بن عبدالعزيز في صفحتها الأولى وكتبت عليها بالخط العريض: «الحثالة الملكية».
* نقلا عن موقع : لا ميديا