من الغريب أن نجد البعض يصب جام غضبه على من يسعى لخدمته، أو أن يكون همه وشغله الشاغل أن يتشدَّق على من يدافع عن البلد، أو أن ينتقد أوضاعاً ويلقي باللائمة على من يعاني معه منها، بينما لا يتطرق ولو شكليا لأولئك الخونة الذين يعملون كجوار في بلاط آل سعود وهو يراهم على ما هم عليه من المهانة والذلة، ويرى فداحة ما يفعلونه بشعبهم مقابل ثمن بخس جعلهم ينالون لقب أحقر وأرخص العملاء على مر التاريخ.
لتختلف مع من شئت، فهذا خيارك، لكن لماذا لا تكون منصفا وأنت ترى هؤلاء الذين تنتقدهم وهم يبذلون جهودا رهيبة لتوفير ما تحتاجه؟ وإذا ما احتجت مساعدة لتنجز أمراً ما فإنك تجدهم متفاعلين معك دون أن يطلبوا منك مقابل خدمتك! فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟! وهل تعرف أن ما تفعله يعتبر خسة ولا يمت للدين ولا للأخلاق بصلة؟!
دعك من كلامي، ولتجرب بنفسك كيف سيتصرف هؤلاء الذين تطعن فيهم وفي شرفهم ليل نهار، وحاول أن تطلب مساعدتهم في أمر ما وسترى بنفسك ردة الفعل؛ فستجدهم يحاولون فعل ما بوسعهم حتى لو لم يكن الأمر باستطاعتهم، وأقل ما يمكن أن يفعلوه هو أن يدلوك على كيفية القيام بعملك، والبعض منهم قد يسارع إلى السؤال والبحث بدلا عنك عن أبسط الطرق لإنجاز ما طلبته منهم، وغالبا – ولك أن تتأكد – ستجد أن من يضع العراقيل في وجهك ووجه هؤلاء الكرماء هم من كنت تعتقد أنهم إخوانك أو كانوا في صفك في مرحلة ما، وهم فاسدون ومازالوا يمارسون عملهم إلى اليوم في ظل أجواء التسامح التي جاءت بها ثورة 21 سبتمبر.
الهدف الذي نسعى إليه هو أن تحل الأخوة والوئام أوساط المجتمع، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا باتباعنا لتعاليم ديننا وانفتاحنا على بعض ونبذ الفرقة، وكلما أنجزنا هذا الأمر بسرعة كلما وجدنا أن حياتنا صارت أفضل، ولذلك وجدنا قوى العدوان ومرتزقته يسعون لضرب ترابط المجتمع واستقراره عبر خلاياهم وحربهم الناعمة، بينما وجدنا القوى الوطنية بجميع فصائلها تسعى لنشر الخير والمحبة والتعاون بين الناس بما يحقق مصالح الجميع.
أما ما نسمعه من إشاعات تفتقر للأدلة والإثباتات فقد توفرت وسائل ذاتية وفعالة بإمكان أي شخص منا أن يستخدمها، هذا طبعا لو افترضنا أن هناك نوايا حسنة وراء هذه الاتهامات، وهناك جهات مختصة ولجان إنصاف وخدمات الجمهور وغيرها من الوسائل المتاحة للجميع لكي يصل صوتهم وتحل مشاكلهم بيسر وسهولة.
أخيرا.. العالم كله يعيش وضعا صعبا بسبب وباء الكورونا، ونحن في أمس الحاجة للترابط والتعاون أكثر من أي وقت مضى، ومن يسمع نشرات وتوجيهات قيادة الثورة والحكومة ووزارة الصحة يعرف تماما أن هناك اهتماماً بالغاً بأن يظل البلد خاليا وآمنا من أي جائحة، وهذا الاهتمام يؤكد المؤكد خاصة ونحن نرى قوى العدوان والمرتزقة يسعون بجد وإصرار لاستهداف حياة الشعب اليمني الصامد، ولو انتشر الوباء – لا سمح الله – في بلدنا فالجميع في خطر، وانتشاره لا يسيء للقوى الوطنية كما قد يعتقد بعض الحمقى؛ لأن هناك حكومات دول متقدمة وغنية عجزت أمام انتشار هذا الوباء، وحرص قيادة البلد على حياة الناس هو مما يكتب لصالح قيادتنا وحكومتنا الرشيدتين واللتين تفعلان ما يفوق قدراتهما رغم الحصار والعدوان والمؤامرات.. فالحذر الحذر من أن يكون بعض أبناء بلد الحكمة ضحية لحماقة هذا العدوان الأرعن.