في لحظة ما وفيما عدن تلتهب بالمظاهرات الشعبية المنددة بسوء الخدمات خصوصا عقب كوارث السيول التي كشفت عن عورة المسؤولين المفترضين فيها سواء التابعين لما تسمى الشرعية من رفاق الفار هادي أو أولئك الخانعين للإمارات الشريك الثاني في احتلال اليمن.. في لحظة ساذجة يظهر قرار بحجم التمرد ومحاولة الانفراد بالقرار للمحافظات الجنوبية من أبوظبي في ما أسمته “الإدارة الذاتية للجنوب”.
لا يبدو الأمر عفويا كما لا يبدو ناتجاً موضوعياً حقيقياً لما ادعاه بيان ما يسمى بالانتقالي من تأخر لرواتب مجنديه إلى ما هنالك وهو الذي يتبع الإمارات بقوامه العسكري البالغ 90 الفاً، ولا تبدو في الوقت ذاته حركة ذكية أن يأتي صدور البيان من أبوظبي، لم يكن أكثر من محاولة خلط الأوراق في ذهنية المتابعين والمجتمع من دخول العلاقة بين شريكي الاحتلال (السعودية – الإمارات) مرحلة حرجة ونفق يُنذر بتفجر وضع.
هي ليست أكثر من مناورة ومحاولة لصرف الأنظار عن المطمع الرئيس التي كانت السعودية تنشده من البداية وهو تقسيم اليمن إلى يمنين اثنين لمطامع معروفة كشفت عنه وكالات دولية في غير تقرير ومعه يصير الحديث عن انقلاب لمليشيات الإمارات وتحركها منفردة في هذا الاتجاه بمعزل عن السعودية مسألة فيها الكثير من الاستخفاف بالناس.
السعودية والإمارات اللتان اشتركتا بالعدوان تحت ذرائع كشف زيفها من الحفاظ على وحدة اليمن وتحقيق عيشة كريمة للشعب اليمني، يأتي الحدث الماثل الآن ليؤكد كل تلك الأطروحات التي تبنت فكرة إن الدولتين لهما مطامع في اليمن وقد وجدتا في خلافات اليمنيين فرصة لشن حربهما على الأصوات الحرة الرافضة رهن قرار البلد للخارج.
إعلان إدارة ذاتية من أبوظبي وردود فعل سلبية من الرياض وهما الشريكان في التأكيد على وحدة اليمن.. والى ذلك فان قيادة السعودية للتحالف، وتبنيها لأي تحرك تقوم به أدواتها داخل اليمن واستحالة قيام هذه الأدوات بأية خطوة بدون إذن دول العدوان وعلى رأسها السعودية ينسف فكرة إن الإمارات قد تتبنى قرارا لا ترغب فيه السعودية، تبدو الإمارات في هذا التحرك أشبه بالمبادر والمتكفل للقيام بالدور الذي يرغب فيه كلاهما وتمزيق أي فرصة لقاء لليمنيين في موقف واحد مناهض إلى مواقف تتنازعها الولاء بين الرياض وأبوظبي.
السعودية المنهكة من كلفة الحرب ومن الابتزاز الأمريكي والآن من مواجهة فيروس “كورونا”.. يبدو إنها فقط تريد التسريع بالخطوات إلى الهدف الرئيس وان بذلك إلا تتجه للهلاك أكثر والانتحار.