لأولئك الذين ينتظرون أن نتعب، لأولئك المرفهين الذين لا يعرفون عن الحياة سوى الشهوات والأحلام الطفولية ، لأولئك التافهين الذين تربوا على أيدي السائقين البنغال والخادمات الفلبينيات ، لأولئك الذين لم يعرفوا الله ولا رسوله ، الذين يدَّعون أنهم عرب بلسانهم الأعوج وأخلاقهم الصهيونية ومجونهم الأمريكي ، ولأسيادهم الذين اقترفوا أكبر مجازر في حق البشرية بدءاً من إبادة الهنود الحمر وليس قتل ملايين العرب والمسلمين نهاية إجرامهم ، لتجار الرقيق وناهبي الثروات ومدمري الحضارات ، لأولئك الذين ينشرون الفساد والفقر والمرض في كل مكان.
نحن لم ولن نتعب من مواجهتكم بل أن لسان حالنا يقول أننا على استعداد أن نواجهكم حتى لو امتدت معركتنا معكم حتى الأجيال القادمة فالحياة في ظل جُوركم لا يمكن أن تُسمى حياة وقد تجلت لنا حقيقتكم وزيفكم فلا يمكن أن نُخدع مجددا.. فلتنتهي الحرب متى ما أذن الله لنا بالنصر والتمكين ، وقد اعتدنا الحرب حتى باتت جزءاً من حياتنا اليومية ، وشعبنا الطيب ملّ تسلطكم وتجبركم عليه وظلمكم قد أحال الحياة دماراً وقتلاً وفساداً ، ولم يعد هناك شيء من المعاناة إلا وجربناه وعانينا منه وقد حاولنا أن نتعايش معكم بشتى الطرق ولكنكم أبيتم إلا أن تستذلونا دون مبرر وهيهات لكم ذلك.
خمس سنوات مضت على عدوانكم ، ومع مرور كل عام كنا نزداد قوة وتزدادون ضعفاً ، ومشاكلكم تتفاقم بمرور الوقت وكان آخرها وباء كورونا وانهيار أسعار النفط الذي كان سبب تكبركم على الناس ! خمس سنوات تخلصنا فيها من أسباب ضعفنا التي كنتم أنتم من أوجدها لتضمنوا بقائنا تحت سيطرتكم وهي سنوات تغيرت فيها رؤيتنا لكل ما يدور حولنا وها نحن عدنا للنهج الذي أراده الله لنا ، وعادت ثقتنا بأنفسنا وعدنا كعهدنا قوم أولي بأس ، وصارت خياراتنا واضحة ، وبتنا نعرف من نحن وماذا نريد.
نحن عندما صرخنا بالموت لأعداء أمتنا كان العملاء من أمثالكم يتسابقون على لعق أحذيتهم ، ولكن الشعب اليمني المؤمن لا يمكن أن يحني هامته لغير الله أو يغير توجهه الصادق مع أمته وهذا ما استفز الأقزام وجعلهم يتملقون لسادتهم المجرمين بدماء شعبنا الأصيل ، ومع استمرار تلك الجرائم والظلم، ازداد شعبنا شموخاً وإباء ، بينما ازداد أعداؤنا ضعة وهوانا.. هذا درس سنعلمه للعالم وللأجيال القادمة ؛ لا يمكن لحثالات البشر أن يقهروا شعباً كريماً طالماً أبناؤه متحملين لمسؤولياتهم ويدركون من هم ومن عدوهم.
ربنا الله وقيادتنا قرآنية وشعبنا عظيم وبلدنا دون سواه من أطلق عليه لقب مقبرة الغزاة فمن الأحمق الذي يعتقد أنه قادر على أن يقهرنا ويستعبدنا ؟!! ومن قال لكم أنه يمكن أن نضعف أو نستكين وحريتنا ومصير شعبنا على المحك ؟! فلتنتظروا المستحيل إذاً ، والموت ألف مرة أهون عندنا من الذل والهوان الذي تدعوننا إليه.. أما أولئك العملاء الذين ارتضوا أن يكونوا عبيدا لكم فهنيئا لكم بهم ، وهم يستحقون كلما يجري لهم على أيديكم ،
وسيتذكرون كلامنا ولو بعد حين ، أما نحن ومن منطلق ثقتنا بالله فنحن نتحداكم ونتحدى أسيادكم ونتحدى كل من قد يقف معكم من إنس وجان ، فالرب واحد والموت واحد وغير حياة العزة والكرامة والحرية لن نقبل ولو بعد آلاف السنين والعاقبة للمتقين.